كتب – جميل الصامت
منتجع مصطلح مجازي لبركة اقمار في قريتي بجبل صبر التي يعود تاريخ انشائها للعام 102ﮭ كما هو موضح في لوحة مقضضة اخذت لها مكانا قصيا في احدى الزوايا من الداخل ..
البركة تتحول في موسم الامطار الى مايشبه المنتجع يقصده هواة السباحة من مختلف الاعمار ومن مناطق مختلفة في المدينة والريف .
اقمار مهوى افئدة الشباب اليافع العاشق للسباحة واللهو في مياة العذبة المتجدد والمتدفق بغزارة.
يستمر المنتجع كل عام لاسبوع او اسبوعين ،وينتهي بحكم حاجة الناس للمياه.
هذا العام زادت المدة وماتزال البركة ممتلئة للاسبوع الثالث والغيل اغزر من ذي قبل بفضل الامطار .
هواة السباحة يقضون ساعات في ممارسة نشاطهم ،في الاسبوع الاول واصل السباحون ليلهم بنهارهم بين المياة حتى الاطفال يتسربون من مدارسهم ليلتحقوا بصفوف الهواة المتلهفون للسباحة .
المفاجاة خلال الايام الاخيرة كان في اقتحام العنصر النسائي للحدث المحتكر سنويا على الذكور فقط .
ولاول مرة يشارك العنصر النسوي من مناطق مجاورة للسباحة في ساعات الليل ،اسر تصطحب بناتها لتعليمهن مهارات السباحة.
مع دخول المغرب تكون النسوة قد تاكدن من انتهاء الوقت المخصص للذكور ليقتحمن وسط الظلام وعلى شفق الليالي المقمرة البركة من مختلف الاتجاهات.
كل رب اسرة يحاول يحجز زاوية من المنتجع الواسع ليتمكن من تعليم اسرته السباحة .
العملية اخذت شكل العدوى من بيت لاخر العدوى وصلت كل بيت تقريبا .
لم اكن اتوقع ذلك ..؟!
تذكرت روايات الجدات عندما كنا يوهمننا في طفولتنا ان البركة تختطف الارواح وبحسب حكاية قديمة ان امرأة من قرية (الشجيعة) اي قراضة العلياء المقابلة للبركة قد خطفت للبركة ،فيها ايحاء ان البركة فيها (جن) حتى لا نقترب منها ونحن اطفال خشية غرقنا فقط .
تذكرت روايات الجدات رحمهن الله ونقلتها لطفلتي والكتيبة المرافقة لها من باب قياس مدى الاستعداد لقبول الخرافة ،فكانت النتيجة عدم الاكتراث بالرواية ،فالسباحة لا تعترف بالخرافة ..؟!
لعل شغف النسوة (امهات وبنات) بالسباحة يعود للاخبار حول الموت غرقا للنساء والاطفال خصوصا في مناطق شتى من البلاد .