كريتر نت – العرب – الحبيب مباركي
ثنائية كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي تبقى على الدوام وربما تتواصل لسنوات أخرى في بقية المسيرة المظفرة لهذين النجمين الكبيرين. لكنها قد لا تنتهي أو أن نهاياتها لن تكتب على عجل. سيبقى المهتمون بأرقام هذا الثنائي يدونوننها على الدوام وفي كل مرة يتم تحيينها بالجديد.
المولعون بالأرقام التي يستهدفها هذا الثنائي لا يكفون عن رصدها وتقديمها للناس في كل مرة يعلن فيها عن رقم جديد من هذا النجم الذي أصبح باريسيا أو ذاك الذي استهواه زخم الدوري الإنجليزي وسرعان ما فك ارتباطه بفريق “السيدة العجوز” ليتركه أسير أحلامه بالفوز بلقب ذات الأذنين التي دفع لأجلها الغالي والنفيس.
فقد احتفل رونالدو بالوصول إلى عامه الـ36 في فبراير الماضي بينما بلغ ليونيل ميسي في يونيو الماضي عامه الـ34 مع انتقادات طالت الثنائي بسبب كبر السن في ظل رحلة البحث عن الخليفة الشرعي للثنائي.
من دون شك فإن ثنائية ميسي ورونالدو تزعمت كرة القدم لقرابة 11 عاما مع فوز ميسي بالكرة الذهبية ست مرات وتتويج رونالدو بنفس الجائزة خمس مرات، لكن في العام 2021 يبدو أن السيطرة لم تذهب بعيدا عن الثنائي.
فقد انفجر البرتغالي رونالدو مع يوفنتوس في موسم 2020-2021 على الرغم من تراجع أداء الفريق لكن اللاعب ساهم في الفوز بلقب كأس إيطاليا، ليغادره في مفاجأة مدوية لا تقل أهمية عن مفاجأة انتقال ميسي إلى باريس سان جرمان.
وتوج “صاروخ ماديرا” بلقب هداف الدوري الإيطالي برصيد 29 هدفا من أصل 77 للبيانكونيري، أي ما يعادل 38 في المئة من أهداف الفريق في الدوري الموسم الماضي.
كما توج رونالدو كذلك بلقب هداف يورو 2020 برصيد خمسة أهداف بالتساوي مع التشيكي باتريك تشيك لكن اللاعب البرتغالي تفوق بفضل صناعة هدف في البطولة.
وعلى الجانب الآخر حقق ميسي بطولة كوبا أميركا هذا الصيف وهو اللقب الأول له مع منتخب الأرجنتين، وهو أيضا أول لقب لمنتخب التانغو منذ 28 عاما وبالتحديد منذ عام 1993.
لكن الأهم من هذه الألقاب والكؤوس والتتويجات سواء الفردية أو رفقة منتخبي بلادهما، فثمة تناغم كبير بين الثنائي الأرجنتيني والبرتغالي. تناغم في الأداء والإمتاع والجماهيرية الكبيرة التي يحضيان بها وتناغم أيضا في الأرقام التي يسعى هذا الثنائي لتحطيمها.
لكن الميركاتو الصيفي لهذا العام كشف عن منحى آخر لطبيعة المنافسة بين اللاعبين العريقين ألا وهي تغيير وجهة كليهما إلى حيث أراد الأول مرغما فيما اشتهى الثاني أو حنّ إلى البدايات مع “الشياطين الحمر” في مسرح الأحلام.
رونالدو وميسي ثنائي السحر والإمتاع والأرقام القياسية التي تتحقق كل يوم يواصلان رحلتهما في هذا المضمار لكن بعيدا عن ناديهما السابقين. “الدون” حطم رقمه القياسي مع منتخب بلاده البرتغالي في الأيام الأخيرة متجاوزا رقم الإيراني علي الدائي بـ111 هدفا دوليا، وكان الرد سريعا من “البرغوث” الذي لم يفوّت الفرصة ليقول كلمته هو الآخر محطما الرقم القياسي المسجل باسم الأسطورة بيلي في إشارة ضمنية إلى خصمه بأنه ملك الأرقام هو أيضا.
لكن كيف ستكون الرحلة الجديدة لهذا الثنائي؟
الرحلة الأصعب بالنسبة إلى النجم البرتغالي رونالدو بدأت منذ أن اختار هذا النجم الألمعي تغيير المكان واختار الدوري الأصعب ظنا منه أنه سيكرس هيمنته على اللعبة التي أهدته كل شيء وكانت طيّعة تحت أقدامه لكنه اقتنع أخيرا بحكمة مفادها أن تغيير المكان أحيانا لا يكون مفيدا في ظل الإثارة التي كان يحظى بها الدوري الإسباني قياسا بدوري الأضواء والسحر الذي ينفرد به البريميرليغ.
المسار نفسه اتخذه الأرجنتيني ميسي باختياره لفريق باريس سان جرمان، الذي بخلاف قدرته المالية الكبيرة لمالكه القطري ناصر الخليفي، ليس قادرا على منحه الإضافة التي ينتظرها ولا التوهج الذي يحدوه حتى أن هناك من علق بأن “الأرجنتيني أكبر من سان جرمان”. يتبدّى ذلك بوضوح في المستوى المتواضع للدوري الفرنسي وقيمة الفرق الناشطة فيه، فيما غطت عدسات الكاميرا والطريقة التي يتعامل بها لاعبو الخصم في كل لقاء يخوضه ميسي على كل أمل في مشاهدة أندية كبرى منافسة ترتقي إلى قيمة الفريق الباريسي رغم القناعة الكبيرة لدى المحللين بأنه يبقى فريق أموال لا غير.
ثنائية رونالدو وميسي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يجحدها على متابعي اللعبة الشعبية الأبرز في العالم، لكن مسار هذه الثنائية يبدو شائكا في المستقبل وينبئ بتراجع السحر الذي لطالما أرهق الشغوفين على مدار أعوام مضت بدءا من الكلاسيكو إلى المسابقات الأوروبية إلى منافسات كأس العالم وهي كلها مواعيد لتجدد المنافسة واللقاء بين هذا الثنائي.
والأهم من ذلك أن الانتظار سيظل سيد الموقف من أجل ميلاد نجوم جدد يمكن أن يعوضوا المكانة التي سيتركها هذا الثنائي في قلوب المولعين بهما عبر العالم.