كريتر نت – مسقط
شمل وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف سلطنة عمان بجولته في المنطقة والتي زار خلالها كلاّ من قطر والعراق، في ظل رواج أنباء عن جهود تبذل في المنطقة لتضييق هوّة الخلافات بين الغريمتين الكبريين إيران والسعودية وإطلاق حوار بينهما.
ويجمع بين العواصم الثلاث التي زارها ظريف؛ الدوحة وبغداد ومسقط، عامل مشترك يتمثّل في احتفاظها بعلاقات متينة مع طهران، بينما تنفرد سلطة عمان بتجربتها الثرية في قيادة الوساطات الصعبة بين أكثر الفرقاء تباعدا في الرؤى.
ورغم غياب المعلومات المستقاة من مصادر رسمية، فقد ربط مهتمّون بشؤون الشرق الأوسط جولة ظريف في المنطقة بجهود إطلاق حوار بين السعودية وإيران، ذهبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية حدّ القول إنّه بدأ بالفعل على مستويات منخفضة من خلال لقاء قالت الصحيفة إنّه عُقد مؤخّرا في بغداد بين مسؤولين من البلدين.
سبق لإيران أن رفضت دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الإقليميين في أي مباحثات دولية بشأن الملف النووي، لكنها أكدت مرارا استعدادها لإجراء حوار إقليمي
كما لم تستبعد بعض المصادر ارتباط زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الإثنين إلى الدوحة غداة زيارة مماثلة قام بها ظريف إلى قطر، بالحراك الدبلوماسي المتعلقّ بالحوار السعودي الإيراني المحتمل.
واستُقبل ظريف الأربعاء في مسقط من قبل فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني بحضور وزير الخارجية بدر البوسعيدي.
كما كان للوزير الإيراني لقاء في العاصمة العمانية بمحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين، قالت الخارجية الإيرانية إنّ ظريف “أكد خلاله موقف طهران المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن”.
ولا يخلو إبراز هذا الموقف من رسالة تهدئة تجاه السعودية التي كانت هي من اقترحت وقفا شاملا لإطلاق النار لم يستجب له الحوثيون المعروفون بارتباطهم الوثيق بدائرة القرار الإيراني.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إنّ لقاء ظريف بالمسؤولين العمانيين شهد “استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.. وتبادل وجهات النظر بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قد وضع جولة ظريف في المنطقة ضمن “إطار تطوير العلاقات الثنائية ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها”.
ولم تؤكّد السعودية وإيران إجراء مباحثات بين ممثلين عنهما في بغداد، لكنّ التلميحات تكثّفت حول رغبتهما في الحوار. وقال ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الثلاثاء إنّ “إيران دولة جارة ونطمح أن تكون لدينا معها علاقة طيبة ومميزة”.
العواصم التي زارها ظريف تشترك في احتفاظها بعلاقات جيدة مع طهران بينما تنفرد مسقط بخبرتها بالوساطات الصعبة
وفيما اعتُبر إشارة إلى وجود جهود فعلية لإطلاق حوار سعودي إيراني، قال ولي العهد “نعمل مع شركائنا على التعامل مع هذه الإشكالية ونتمنى أن نتجاوزها وتكون العلاقة طيبة وإيجابية مع الجميع”.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016 إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد نفذه “محتجون” على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وسبق لإيران أن رفضت دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الإقليميين في أي مباحثات دولية بشأن الملف النووي، لكنها أكدت مرارا استعدادها لإجراء حوار إقليمي قال مراقبون إنّ طهران تريد تفصيله على مقاسها وصرفه بعيدا عن المواضيع الجوهرية التي تشكّل مصدر قلق لبلدان المنطقة الأمر الذي يقلّل من فرص نجاح الحوار في إقرار مصالحة بين إيران وجيرانها.
المصدر : العرب اللندنية