كريتر نت – العرب
اقتطع_النخس، كلمتان نطق بهما طفل يمني يحتضر تترددان على مواقع التواصل الاجتماعي، أين ينتقد اليمنيون إغفال العالم لمأساتهم المتواصلة منذ سنوات.
وأثار مقطع فيديو لطفل يمني يردد أثناء احتضاره “اقتطع النخس” (انقطع النفس)، متأثرا بجروح خطيرة طالته بسبب صاروخ حوثي استياء واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.
وكان صاروخ باليستي أطلقته ميليشيا الحوثي السبت على حي الروضة السكني المكتظ بالنازحين شمال مدينة مأرب (شرقي اليمن) أدى إلى مقتل الطفل وإصابة 6 آخرين.
وقال مصدر محلي إن طفلا قُتل وأصيب 5 آخرون، اثنان منهم في حالة صحية خطرة، جراء انفجار صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية الإرهابية على حي الروضة المكتظ بالسكان شمال مدينة مأرب.
أوضح المصدر أن “الصاروخ ألحق أضرارا مادية بالغة بمنازل المواطنين وسياراتهم في الحي المستهدف”.
وخلال الشهرين الماضيين، كثفت ميليشيا الحوثي من استهداف المدنيين بمدينة مأرب ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى منهم.
وسرعان ما انتشر على نطاق واسع هاشتاغ #اقتطع_النخس. وعبر مستخدمو تويتر عن استنكارهم لهذه الجريمة الشنعاء، منددين باستمرار الميليشيات في استهداف المدنيين والمواقع المدنية، خاصة الأطفال.
ونشر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مقطع الفيديو، وعلق في تغريدات:
١-مشهد صادم
اخر الكلمات التي نطقها الطفل النازح عبدالسلام الحداد #اقتطع_النخس بعد عجز الأطباء عن إنقاذ حياته إثر إصابته مع6 من أقرانه في إستهداف مليشيا الحوثي المدعومة من ايران أمس السبت حي الروضة السكني شرق مدينة #مأرب الآهلة بالسكان والأسر النازحة بصاروخ باليستي "ايراني الصنع" pic.twitter.com/2AW1Ex05bS— معمر الإرياني (@ERYANIM) April 4, 2021
وأضاف أن “كلمات الطفل عبدالسلام الأخيرة يفترض أن تهز ضمير المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لليمن، وتدفعهم لاتخاذ موقف واضح وحازم يرقى إلى مستوى الجرائم وأعمال القتل اليومي الممنهج الذي ترتكبه ميليشيا الحوثي بحق المدنيين والنازحين من الأطفال والنساء في مدينة مأرب”.
وكتب إعلامي:
#اقتطع_النخس " النفَس" صرخة وجهها طفل يمني وهو يصارع الموت نتيجة إصابته بصاروخ باليستي إيراني أطلقته مليشيا الحوثي على مدينة #مأرب.
هل رأيتم منصات عربية تناولته مثل @ajplusarabi وغيرها أو منظمات @UNICEFinArabic @UNICEF_Yemen @OCHAYemen @OSE_Yemen ؟#Yemen
pic.twitter.com/v4sv0MgTMr— محمد الضبياني Mohammed Aldhabyani (@maldhabyani) April 5, 2021
وأضاف أن “كلمات الطفل عبدالسلام الأخيرة يفترض أن تهز ضمير المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي لليمن، وتدفعهم لاتخاذ موقف واضح وحازم يرقى إلى مستوى الجرائم وأعمال القتل اليومي الممنهج الذي ترتكبه ميليشيا الحوثي بحق المدنيين والنازحين من الأطفال والنساء في مدينة مأرب”.
وأعلن مغرد:
@bakeel101
#اقتطع_النخس، ولكن لن يقتطع صمودنا وثباتنا وجهادنا ضد الروافض، نُعاهدك يا فتى ما حيينا أننا سنقطع سلالتهم وجماعتهم وسنقطع صفحتهم السوداء من دفتر التاريخ.
وقارن مغردون بين هاشتاغ ICantBreathe# (لا أستطيع التنفس) الذي انتشر عالميا على نطاق واسع بالتزامن مع ما شهدته الولايات المتحدة من احتجاجات بعد وفاة رجل أسود يدعى جورج فلويد، بينما كان يجثو رجل شرطة على رقبته في ولاية مينيسوتا الأميركية في يونيو الماضي، وبين #اقتطع_النخس الذي أطلقه طفل يمني، مؤكدين أن المبادئ لا تتجزأ.
من جانبها نشرت ملكة جمال العراق السابقة سارة عيدان تغريدة الوزير اليمني معمر الإرياني، وعلقت باللغة الإنجليزية متوجهة إلى الحساب الرسمي على تويتر للرئيس الأميركي جو بايدن
وقتل الفتى على يد الحوثيين بصاروخهم الإيراني الصنع. أنا لست من المعجبين بمشاركة مثل هذه الفيديوهات المأسوية، ولكن الصمت الشعبي حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة أمر مروع.
ويعد اليمن من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها أطفال. ولا يمر يوم دون أن ترتكب ميليشيات الحوثي جرائم وانتهاكات ضد الأطفال اليمنيين بطرق وأساليب شتى، فمن القصف العشوائي إلى القنص، وكذا القتل العمد والتجنيد الإجباري والتجويع، وغيرها من الانتهاكات التي تشكل جرائم حرب مكتملة الأركان، بحسب توصيف منظمات حقوقية.
ووفق اليونيسف، ففي اليمن هنالك 7 ملايين طفل يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع. في كل يوم يواجه 400 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد، ويتعرضون لخطر الموت في أي لحظة. وأشار تقرير اليونيسف إلى أن 7.8 مليون طفل محرومون من متابعة تعليمهم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تعريض الأطفال لخطر عمالة الأطفال والتجنيد في الجماعات المسلحة وزواج الأطفال، بشكل أكبر. وقد وثقت الأمم المتحدة تجنيد أكثر من 3 ملايين طفل، بعضهم لا يتجاوز عمره عشر سنوات، واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية. وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن “طفلا يموت كل 10 دقائق في اليمن لأسباب يمكن تجنبها والوقاية منها”.
يذكر أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تفرض إجراءات مشددة لمنع نشر الأخبار، في إطار محاولة التعتيم على كل شيء في اليمن.
وتنتشر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بشكل كبير، خصوصا فيسبوك وواتساب وتويتر، والتي تعد أهم مصادر الحصول على الأخبار لدى اليمنيين، بعد تقييد وسائل الإعلام التقليدية من قبل ميليشيات الحوثي، وفرض الحجب على المواقع الإلكترونية.
وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة “منصة” فإن 95 في المئة من اليمنيين يحصلون على الأخبار والمعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي. وساهمت مواقع التواصل في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وعززت وعيهم السياسي تجاه الكثير من القضايا السياسية في وطنهم.
وينشر اليمنيون بانتظام قصصا وتسجيلات ومقاطع فيديو توثق جرائم ميليشيا الحوثي ضد المدنيين، منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعال الحرب بدعم إيراني أواخر العام 2014.