صالح البيضاني
شهد اليمن في التسعينات ازدهارا ثقافيا كبيرا فزاره أهم الشعراء والأدباء العرب والعالميون، واستقطبت جامعاته قامات فكرية وأدبية هامة، بينما كان الكتاب اليمني منتشرا في الداخل والخارج، لكن كل ذلك تبخر مع اندلاع الصراعات. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الشاعر والمترجم والأكاديمي اليمني أحمد علي الهمداني حول تجربته وماضي وحاضر اليمن الثقافيين.
عدن – يجمع أحمد علي الهمداني بين البحث الأكاديمي وكتابة الشعر والترجمة، حيث بدأ مسيرته الأدبية، كما يشير في حواره مع “العرب”، في العام 1972 بقصيدة حملت عنوان “الغروب” والتي كانت بمثابة إشراقة حياته الشعرية.
وعن رحلة البداية يقول “كان الشاعر إدريس حنبلة هو الذي شجعني على كتابة القصيدة العمودية. وأذكر تماما أنني أتيت إليه في مكتبه في الشيخ عثمان وأنا أحمل أبياتا من القصيدة فأخذها مني وكتبها بالألوان على ورق مقوى أبيض وجعلني أصدق أنني شاعر. كانت هذه الخطوة الأولى في التأليف، ‘صارت الغروب’ قصيدة طويلة جدا من بحر الكامل وتعبد طريق الشعر أمامي”.
ويضيف “في هذه الفترة بدأت أنشر محاولات في المقالات والدراسات، وفتح القاص والكاتب أحمد محفوظ عمر مجلة التربية الجديدة لي ونشرت فيها حتى غادرت عدن إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة الأدب الروسي، حيث درست اللغة والأدب الروسي خمس سنوات حصلت فيها على الدبلوم أي الماجستير، وأكملت الدكتوراه في خاركوف ودافعت عنها في جامعة موسكو. كل هذا فتح أمامي غنى وتعدد وتنوع الأدب الروسي والسوفيتي على السواء، وأمدتني الدراسة بمعين لا ينضب من المعرفة والفكر والترجمة ومناهج الدراسات الأدبية واتساع اللغة الروسية في استيعاب مفردات الحياة المختلفة”.
عوالم جديدة
يقول الهمداني إن علاقته بالترجمة بدأت خلال دراسته الجامعية في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث شرع بترجمة أعمال تشيخوف التي لم تترجم إلى العربية أو التي ترجم بعضها عن لغة ثالثة غير اللغة الروسية، وامتد شغفه بتشيخوف بعد إكماله دراسة الدكتوراه، حيث حصل على منحة علمية لمدة عام لدراسة الفن الدرامي عند تشيخوف، وهي المرحلة التي قام خلالها بترجمة عدد من الأعمال وكتابة أعمال أخرى، قبل أن ينتقل في عام 1991 للعيش في جمهورية مولدافيا.
إشراقات الحياة الشعرية
عاش في مولدافيا حتى عام 1994 وهي السنوات الأكثر خصوبة، كما يقول، في مجال اشتغاله بالترجمة، حيث عمل على ترجمة عدد كبير من الدراسات والبحوث والنصوص الإبداعية المختلفة لعمالقة النقد الروسي وعلماء الأدب الروس الذين تخصصوا في تشيخوف وجوجل وكوبرين. ظهرت هذه الدراسات في ما بعد في كتبه المنشورة تحت عناوين مختلفة مثل كتاب “البندقية التي لا تطلق النار” و”نصوص من الأدب الروسي”.
ولم تتوقف اهتمامات الدكتور الهمداني بالترجمة حتى بعد عودته إلى مسقط رأسه في مدينة عدن سنة 1994، حيث التحق أستاذا بجامعة عدن، التي أصبح في ما بعد نائبا لرئيسها، وهناك ترجم رسالته في الدكتوراه التي حملت عنوان “تشيخوف في النقد العربي”، ونشر رسالتين في الأبعاد الموضوعية والخصائص الفنية لمسرحيات تشيخوف في النقد العربي.
ويشير الهمداني إلى أن تعيينه في عام 1995 نائبا لرئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، لم يعرقل مسيرته في الأدب والترجمة، وعن تلك الفترة يقول “انغمست في الحياة الأكاديمية كل الانغماس. وقد زادتني هذه الحياة قدرة على التأليف والتصنيف والترجمة والنشر وإعادة النشر، فنشرت أكثر من 60 كتابا إبداعا وتأليفا وترجمة وإعادة طباعة، ومن المهم الإشارة في هذا الصدد إلى أنني أعتز بكوني شاعرا يكتب القصيدة العمودية والتفعيلية. وقد تركت في هذا المجال ثلاثة دواوين هي ‘الهمداني‘ وديوان ‘أعلن الآن‘ و‘اتركوا وطني في سلام‘”.
وفي إجابته على سؤال حول غياب الأدب اليمني عن خارطة الترجمة في العالم، يرى الدكتور الهمداني أن الأدب اليمني مازال محصورا بين جدران اليمن، ولا يخرج منه إلى الآخر العربي أو العالمي إلا القليل الذي لا يعتد به، إضافة إلى غياب معاهد تعلم الترجمة، والاكتفاء بما تخرجه الجامعات من مدرسين في كليات اللغات الأجنبية، كما أن الذين يتقنون الترجمة بجهودهم الذاتية قليلون، لافتا إلى ظهور القليل من الترجمات التي نقلت بعض الأعمال اليمنية إلى بعض اللغات الأجنبية، لكن الذين يقومون بها كتاب أجانب في الأغلب الأعم.
وقد ألقت دراسة الأدب الروسي وترجمته بظلالها على تجربة الهمداني الثقافية والإبداعية، فالأدب الروسي أدب عالمي، وعن هذا التأثير يقول “استيعاب وفهم الأدب الروسي كانا منتهى الطموح لكل مثقف يدرك قيمة هذا الأدب العالمي الإنساني الذي رفد العالم كله بأجمل أعماله السردية والمسرحية والغنائية. وقد فتح الأدب الروسي أمامي عوالم جديدة وآفاقا رحبة فدرست الأدب الروسي من التأسيس إلى التأصيل إلى التطور والانتشار، من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين”.
خلال مسيرته الأدبية الممتدة لعقود، نشر الهمداني ما يقرب من ستين كتابا إبداعا وتأليفا وترجمة وإعادة طباعة
ويضيف “لقد بدأ الأساتذة الروس من الفلكلور الروسي تدريسنا كل مراحل الأدب الروسي وعرجوا على تاريخ الأدب الروسي القديم الذي يمتد منذ ظهور الكتابة في روسيا في القرن العاشر الميلادي حتى نهاية القرن السابع عشر الميلادي. ثم درسنا الأدب الروسي الجديد الذي يبدأ من إصلاحات بطرس الأول في بداية القرن الثامن عشر الميلادي حتى نهايته، ودرسنا الأدب الحديث وهو يمضي على امتداد القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن العشرين. ودرسنا الأدب السوفيتي الذي يبدأ مع قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وينتهي مع انهيار الاتحاد السوفيتي”.
ويتابع “كل ذلك عبّد الطريق أمامي في فهم جزء من الثقافة العالمية واستيعاب أدوارها المختلفة، ولم يغفل الروس تدريسنا الأدب الغربي والأميركي، ومن هنا انتقل مركز الثقل في نشاطي الإبداعي من الشعر والمقالات إلى الدراسات والبحوث. وانكببت على قراءة الأعمال السردية الروسية التي كتبها عباقرة الأدب الروسي والسوفيتي. وأصبح من الصعب علي أن أفهم من يكتب عشرين صفحة وقال عنها رواية”.
يؤكد الهمداني أن المشهد الثقافي اليمني تراجع كثيرا بفعل الحرب وتوقفت الكثير من النشاطات والفعاليات الإبداعية، كما أسهم التشرذم والتقزم والعودة إلى الوراء، بحسب تعبيره، في تقهقر الإنتاج الأدبي والفكري والمسرحي.
ويضيف “صعد إلى الواجهة من لا ناقة ولا جمل له في حقل التأليف والتصنيف. وادعى الإبداع من لا يعرف حقيقته ولا مظانه، وصار الكثير يهتفون بما لا يعرفون، ومع هذا تظهر بين آونة وأخرى إرهاصات معقولة ومقبولة، ذاتية وشخصية، لكنها تضيع في غثاء السيل، ولا يلتفت إليها إلا في النادر الذي لا يقاس عليه، كما أغلقت دور النشر اليمنية، وأنهت عملها ولم تعد تطبع الكتب وتنشرها، وحتى المكتبات التي كانت تطبع الكتب في بعض الأحيان لم تعد تمتهن هذا العمل الجليل”.
ويشير إلى أن حركة الكتاب القادم من الخارج أصبحت شبه معدومة. فلم تعد المجلات المتخصصة تدخل اليمن. ولم تعد الثقافة ومستلزماتها من أولويات الدولة، لكن من المهم الإشارة إلى أن هناك جيلا جديدا يتخلق في هذه الظروف غير المواتية ويحاول الإعلان عن نفسه في مختلف مجالات الإبداع.
أزمة نشر خانقة
علاقة وطيدة مع الترجمة
في رده على سؤال لـ”العرب” حول إمكانية رسم منحى لمسار تطور الأدب اليمني وما هي برأيك أكثر فترات الثقافة اليمنية ازدهارا ولماذا؟ يستدرك الهمداني “لم يتوقف الأدب اليمني الحديث والمعاصر عن التطور في كل مراحله التاريخية والإبداعية. قد تمر به حالات الارتكاس والنكوص والابتزاز كما هي حاله اليوم، لكنه لا يتوقف مطلقا عن النمو”.
ويعتقد أن الفترة الزمنية ما بين 1990 – 2010 كانت مرحلة ازدهار حقيقي في طباعة الكتاب وتنوع الإصدارات وتطور الإنتاج الأدبي المتنوع الوجوه والمتعدد المجالات، وعام 2004 كان عام صنعاء عاصمة الثقافة العربية فقد أخرجت العشرات أو حتى المئات من الكتب. واستطاع عدد كبير من الكتاب نشر أعمالهم في مختلف الفنون، كانت صنعاء هي المركز الذي أنتج كل هذا، ويكفي أن نستدل اليوم على تراجع الكتاب بأن مركز عبادي للدراسات والنشر والطباعة قد أغلق أبوابه من دونما رجعة. وهو الذي تبنى مشروعا وطنيا في نشر الثقافة اليمنية.
ولكن الهمداني يشدد على أن هناك إصرارا عجيبا ومقاومة عنيفة يبديهما شباب اليمن من الشعراء وكتاب السرد والمسرحيين والنقاد، محاولين تجاوز الواقع المؤلم وتخطي الصعوبات الكبيرة التي خلقها الواقع الراهن المؤلم في مختلف مناطق البلاد ومختلف جوانب الإبداع. ويذكر أن دار عناوين books ودار أروقة تحاولان فتح ثغرة في الجدار، وقد حققتا في هذا السبيل تقدما ملموسا.
ويصف واقع النشر في اليمن اليوم بأنه مأساوي، قائلا: حركة نشر الكتاب شكلت أزمة حقيقية في حياة المبدعين. كم من الأعمال الإبداعية التي كتبها أصحابها مازالت حبيسة الأدراج في منازل الذين كتبوها. وهو الأمر الذي يشكل إحباطا مزمنا في حياة هذا الكاتب أو ذاك، وقليل هم الذين تمكنوا من نشر أعمالهم وطباعتها داخل اليمن أو خارجه.
كما أن أسعار الورق أصبحت باهظة، ولا طاقة للمؤلف اليمني بها، فتراكمت الأعمال التي تبحث عن ناشر يتبناها. وأصيب المؤلفون بالإحباط، فتوقف بعضهم عن التأليف، وبعضهم الآخر ينتظر الفرج. وقد ازدادت أزمة النشر حدة في سنوات الحرب. ولم يستطع الكتاب أن يتجاوزوها إلا في النادر الذي لا يقاس عليه. وأصبحت الجهود الشخصية الذاتية هي المعول عليها وفي الحقيقة إن عملية نشر الكتاب هي شأن حكومي، لكن الحكومة لا تقوم بواجبها في هذا المضمار.
وخلال مسيرته الأدبية الممتدة لعقود، نشر الهمداني ما يقرب من ستين كتابا إبداعا وتأليفا وترجمة وإعادة طباعة، ويقول لـ”العرب” إنه مازال يعمل في مضمار التأليف والجمع دون ملل أو كلل، وعن أحدث أعماله يضيف “انتهيت من موسوعة الأمثال الجنوبية اليمنية وهي تحتوي على عشرة آلاف ومئتين وأربعين مثلا. وهو عمل جديد لم ينشر سابقا. كما أعددت موسوعة الحكايات اليمنية الشعبية وموسوعة الألغاز اليمنية الشعبية وموسوعة الأغاني اليمنية الشعبية. وكل هذه الأعمال تنتمي إلى الثقافة الشعبية اليمنية وإلى الموروث الشعبي اليمني. كما عملت على إعادة العمل في كتابي معجم الأمثال اليمنية الشائعة، وأجريت عليه تعديلات هائلة، وقدمت إضافات كبيرة ليحتوي الكتاب أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة مثل”.
مدينة ثقافية رائدة
مسيرة إبداعية متواصلة
ساهمت مدينة عدن في تشكيل التجربة الثقافية للهمداني، وعن تأثير هذه المدينة عليه كشاعر على وجه التحديد، وعن دورها التنويري والثقافي عموما، يقول “كانت عدن مدينة الحب والسلام والهدوء والطمأنينة، ومدينة العيش المشترك والتعاون والسلم الاجتماعي. وأنا من المخضرمين الذين عاشوا ستة عشر عاما في ظل الحكم البريطاني. ولدت في عدن وأبي من مواليد عدن وجدتي لأبي ولدت في عدن. أمي جاءت من حبيش. وجدي لأبي جاء من همدان”.
ويضيف “كل هذا جعلني أنظر إلى الناس والحياة بعين الحب والعدالة، فلم تستطع المناطقية والقروية ولا القبلية أن تغزو فكري. درست في عدن وأكملت الثانوية في ثانوية عدن. وكانت عدن مدينة الصحافة والطباعة والكتاب. فقد كان فيها حتى عشية الاستقلال أكثر من سبعين صحيفة ومجلة ومنشورات والعشرات من النوادي الإبداعية والإصلاحية الفكرية والعشرات من المطابع والمكتبات. وقد كتبت كتابا جمعت فيه كل ذلك تحت عنوان عدن من الريادة الزمنية إلى الريادة الإبداعية الصادر عن هيئة الكتاب في صنعاء”.
ويرى الهمداني أن عدن كانت مدينة الكتاب الذي يأتي إليها من كل أنحاء العالم من دون استثناء ومدينة المجلات القادمة بحرا وجوا وبرا من كل جهات العالم، وكانت هذه الأشياء تصل طازجة وطرية. يصدر الكتاب في القاهرة فيصل إلى عدن في غضون أسبوع.
وكانت مكتبة عبادي في عدن، وقد تأسست عام 1884، أول مكتبة في اليمن كله، وربما في الجزيرة العربية. وهي الرائدة في نشر الكتاب على امتداد قرن ونصف القرن، لكنها تحولت اليوم إلى مكتبة لبيع المواد القرطاسية والمكتبية.
ويشتهر الهمداني في الوسط الثقافي اليمني باهتماماته الوافرة بإحياء تراث العديد من الأدباء اليمنيين المؤسسين مثل محمد علي لقمان وإدريس حنبلة ومحمد سعيد جرادة وغيرهم، وعن خلفيات اهتمامه بتسليط الضوء على هذه التجارب، يقول: لقد كتبت في مسار نشاطي الإبداعي التأليفي مجموعة من الكتب والمؤلفات عن الرواد في حركة الأدب اليمني المعاصر، إدريس حنبلة ومحمد سعيد جرادة وعبدالرحيم الأهدل ومحمد علي لقمان وعدد كبير من الأدباء والكتاب. وقد حوى كتابي الأخير الصادر في عمان الأردن تحت عنوان ‘أدباء وكتاب وفنانون’ دراسات في الأدب اليمني المعاصر أربعين شخصية يمنية إبداعية. في الحقيقة لم يكتب أحد عن هؤلاء قبلي. وإن حدث شيء من هذا في النادر الذي لا يقاس عليه، فهو إشارات تحتاج إلى مراجعة جادة.
الهمداني:
عدن كانت مدينة الكتاب الذي يأتي إليها من كل أنحاء العالم من دون استثناء ومدينة المجلات القادمة بحرا وجوا وبرا من كل جهات العالم
لقد أردت أن أرفع الظلم السياسي أو الإبداعي الذي لحق بهؤلاء جراء السياسة الخرقاء في بعض الأوقات. هل تستطيع أن تتصور أن محاصرة لقمان الأب والابن وغانم استمرت أكثر من ربع قرن. ولم يستطع أحد أن يقترب من محمد علي لقمان على الإطلاق. اليوم هناك أحد عشر مؤلفا عنه كتبتها ونشرتها داخل اليمن وخارجه. أضف إلى ذلك أن الدراسات تركزت على ثلاثة شعراء وكتاب في اليمن هم الزبيري والبردوني والمقالح وأهمل الباقون إلى حد كبير. فقررت الاهتمام والعناية بالآخرين. ولم أنس الزبيري فألفت عنه كتابا تحت عنوان ‘الزبيري شاعر التغيير في اليمن’.
لقد أردت أن ألفت النظر إلى هؤلاء المؤسسين في تاريخ الأدب اليمني المعاصر والحديث. وقد نجحت في ذلك، وأصبح اسم لقمان في كل مكان.
وفي الوقت الذي مازال الدكتور أحمد الهمداني يواصل مسيرته لإنصاف رواد الأدب اليمني، يقول في كلمة أخيرة، تغلب عليها مرارة الحزن والحسرة مما آلت إليه أوضاع المشهد الثقافي اليمني “اليوم أنا في السبعين من عمري نشرت أكثر من ستين كتابا إبداعا وترجمة وجمعا وإعادة طباعة. لم تلتفت الدولة لهذا الجهد المبذول، ولم تكرمني. ولم أنل شيئا من الشكر والتقدير من المؤسسة الرسمية، في الوقت الذي كرمني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأصدر قرارا بمنحي وسام بوشكين وهو أعلى وسام ثقافي في روسيا الاتحادية”.
المصدر : العرب اللندنية