شعر – صالح المشرقي
عدن لقد ثارت الذكرى بوجداني
وطول صبري على فرقاك اعياني
فعدت من غربة الايام منتشيا
والحلم زادي وافق الشوق رباني
عدت افتش في عينيك عن زمني
عن قبلتي عن هدى روحي وايماني
جئت وفي مهجتي الاشواق زوبعة
والذكريات الجميلة فيك خلاني
لكنني قبل أن استل ذاكرتي
واعقل الروح في كف المنى الحاني
تحجرت غيمة اللقياء على مقلي
وبعثر الحلم ليل الموسم الداني
لأن من جئت مشتاقا لرؤيتها
متيمما بسناء روحي وريحاني
استقبلتني بلا حس ولا شغف
وهيجت بالتردد آه احزاني
كأنها لم تكن بالأمس تعرفني
ولم تكن دون كل الناس تهواني
حسبتها حين تلقاني ستحضنني
ومثلما الأمس بالبسمة سلتقاني
تفتحت زهرة الآلام في مقلي
وسأل فوق خدودي عطر اشجاني
حضني الذي عشت فيه العمر مبتهجا
وطالما من رحيق الروح اسقاني
أصبحت فيه غريب الروح والبدن
لا البحر بحري ولا شمسان شمساني
لا ساحل أبين ولا حقات عانقني
ولا على الروح نسنس فوج خلجاني
مليكة القلب ماذا صار سيدتي
كيف استطعت عروس البحر نسياني
ألم يكن وسط عش القلب مسكنك
ألم يكن في مقل عينيك عنواني
ألم يكن خورمكسر مهد عاطفتي
والدار داري وصدر الشيخ بستاني
أين السماء التي كانت تعانقني
أين التراب الذي بالأمس ظماني
وأين حيي الذي كانت زواياه
تظم اهلي واصحابي وخلاني
من من لياليك جفف عطر حنيتي
وعن كفوفك ابعد مهد اخواني
ومن بقبحه دنس طهر عشرتنا
وفي محياك ازهق طيف الواني
معشوقة القلب روح الروح غاليتي
يا جنتي في جحيم العالم الفاني
مهما المآسي تحاول كتم ضحتك
أو شوهوا كل شيئا فيك إنساني
لن يوقفوا موج بحرك أو نسائمه
او ينزعوا حبك الراسخ بوجداني
لن يذبل الورد في خديك من عطش
مادام نهره يجري وسط شرياني
غدا سيزهر نور الفجر مبتسما
وترجع الضحكة الزرقاء لشطآني
ويرجع الطائر المنفي لروضته
يشدو بصوتك ويتغنى بالحاني
عدن 2007م