كتب – د.عبدالعليم محمد باعباد
الاتفاق هو الوصول إلى نقاط توافق لإدارة الأمور المختلف فيها، ما يجنب المجتمع الصراع المكلف في الأرواح والعتاد.
كانت الاتفاقات – وما تزال – علامة على الوعي الحضاري في كيفية إدارة الاختلاف سلميا، عوضا عن محاولة كل طرف فرض إرادته على الآخر؛ ذلك الذي يعني الصراع في شكله البدائي الذي يستند على القوة والغلبة” شريعة الغاب”.
في الاتفاقات لا يوجد غالب أو مغلوب، بل توجد عقول مرنة استطاعت أن تتغلب على نوازع النفس السيئة، والمصالح الضيقة الخاصة بجماعة أو تيار؛ وصولا لتحقيق مصلحة المجموع، إدراكا منها أن التنوع بل الاختلاف سنة كونية، لكنه لا يعني الخلاف والصراع، بل يعني التكامل والتعاون في المتفق عليه، وتجاوز المختلف فيه.
حتى تثمر الاتفاقات لا بد من تركيز الجهود على إنجاحها، فنجاحها يعني نجاح الجميع، وفشلها يعني فشل الجميع أيضا.
ولكي تنجح الاتفاقات يجب الالتزام بها من قبل أطرافها، فالوفاء بالعقود دِين لا بد من القيام به، وحكم رباني يجب طاعته.
السياسة فن الممكن، وما لا يدرك كله لا يترك جله، والمجتمعات التي تعاني من الصراعات و الحروب تعاني الفقر والمرض، وانهيار في المنظومة التربوية والأخلاقية والاجتماعية، ما يحتم على فرقاء الحياة السياسية تحمل المسؤلية تجاه شعبهم ووطنهم، رحمة بالناس مما حل ويحل بهم بسبب الصراعات والحروب.
بعد عدد من السنين سيكون الفاعلون السياسيون في ذمة التاريخ، و ستتحدث الأجيال القادمة عن هؤلاء الفاعلين، وماذا صنعوا لهم ولأولادهم وأحفادهم من بعدهم خيرا أو شرا ، فحري بمن كان له سلطة أو بيده قرار أن يختار كيف يخط لشعبه وللأجيال القادمة طريقا إلى السلام والوئام والتسامح؛ فتلك عوامل نهوض المجتمعات وتقدمها، وأن ينبذ كل أسباب القتل والدمار والخراب، فليس الشديد بالصرعة، وليس القوي من يسلك بشعبه ومجتمعه طريق الموت والهلاك.
وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح الوطن