كريتر نت – صحف
منذ سبعينيات القرن الماضي حضرت دولة الإمارات كطرف فاعل وأساسي بدعم التنمية في اليمن، واستمرت في أداء هذا الدور طوال عقود ولا تزال، حيث يرتبط البلدان بعلاقة خاصة ونموذجية عكستها المشاريع التي موّلتها دولة الإمارات في مختلف مناطق البلاد وحضورها الدائم إلى جوار اليمن.
وإثر تضرّر اليمن من الفيضانات التي جرفت الأراضي الزراعية والممتلكات في محافظة مأرب عام 1982، سارعت دولة الإمارات لتخصيص 3 ملايين دولار للمنكوبين من الفيضانات، وتكفل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ببناء سد مأرب الجديد على مقربة من السد التاريخي.
ولم يترك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مكاناً في اليمن إلا ووضع فيه بصمة من الخير طوال مسيرة حياته، التي كرسها لخدمة أمّته ومساعدة أشقائه والمحتاجين في كل بقاع الأرض.
فمن مأرب وعدن إلى تعز والمهرة وصنعاء امتدت يد الخير لتشمل قطاعات تنموية وخدمية مختلفة بشكل أسهم في خدمة وحدة اليمن عبر مشاريع تنموية سهلت الترابط الجغرافي بين المناطق اليمنية.
ولعب المغفور له دوراً متميزاً في إنهاء حاجز العزلة الطبيعية، الذي كان قائماً بين مراكز الحضارة القديمة في محافظتي مأرب والجوف مع بقية مناطق اليمن حيث تولى تمويل شق وتزفيت هذا الطريق الهام والحيوي.
ويعد طريق صنعاء مأرب والتي كانت إلى ما قبل الثمانينيات تشكل أهم العوائق الطبيعية التي تفرض العزلة بين العاصمة ومركز الحضارة السبأية في محافظة مأرب والتي يوجد بها عرش الملكة بلقيس وبقايا سد مأرب القديم وإلى جوارها محافظة الجوف التي توجد بها مدينة براقش عاصمة الدولة المعينية.
وقد بلغت كلفة الطريق 240 مليون درهم ونفذت تحت إشراف ديوان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولا تزال حتى اليوم تشكل شريان حياة بين العاصمة ومختلف المناطق والمدن في شرقها، وأضحت الطريق الأساس الذي يربط العاصمة بمحافظة حضرموت ومنها إلى محافظة المهرة.
ومنذ العام 1974 كانت يد زايد الخير حاضرة في اليمن حيث أسهم في مشروع مياه صنعاء وبتكلفة قدرت بـ 26 مليون درهم. وهدف المشروع إلى توفير المياه الصالحة للشرب لمدينة صنعاء، كما وقع اتفاقية توفير المياه الصالحة للشرب لسكان مدينة تعز في يوليو 1978م بتكلفة 256 مليون درهم، وقد اكتمل المشروع في العام 1981.
وامتدت يد الخير إلى قطاع الإذاعة والتلفزيون ففي العام 1972 قرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء، وفي عام 1974 قدم مبلغاً إضافياً قدره 1.71 مليون دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن.
في العام 1985 أسهم المغفور له في توسيع ميناء عدن بمبلغ قدر بـ37 مليون درهم وبهدف تلبية حركة السفن في ميناء عدن والزيادة المتوقعة فيها والتغلب على الاختناقات الموجودة حينها والتي كانت تؤدي إلى تأخير تفريغ وشحن السفن وبطء الحركة في نقل البضائع عبر الميناء وقد اكتمل المشروع في 1987- 1988.
كما مول الشيخ زايد، رحمه الله، إقامة محطة كهرباء ديزل في مديرية المنصورة بمحافظة عدن حيث وقعت الاتفاقية في سبتمبر 1980، وهدف المشروع لإقامة محطة كهرباء ديزل بطاقة 60 ميجا واط. وقد اكتمل المشروع في العام 1981.
وفِي العام 1980 قدمت الإمارات منحة مالية بمبلغ 67 مليون درهم لبناء وحدات سكنية في محافظة عدن وهدف المشروع إلى تحسين الأوضاع المعيشية للسكان عن طريق توفير السكن الصحي المناسب إلى جانب الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء والطرق والمجاري.
وقد اكتمل المشروع في عام 1985. وفي العام 1984 رصدت دولة الإمارات 40 مليون درهم بهدف بناء وحدات سكنية ومرافق جديدة بالمناطق التي تأثرت بالزلزال في اليمن.
محافظة المهرة هي الآخرى كان لها نصيب من يد خير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تم تمويل إقامة ميناء نشطون بتكلفة 178 مليون درهم في سبتمبر 1980، وتم الانتهاء من المشروع في 1984 والذي أنشئ كونه ميناء للبضائع وسفن الصيد.