كتب : د. عبدالعليم محمد باعباد
البيان المنسوب لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين الذي يدعو فيه المعلمين للإضراب مع مطلع العام الدراسي الجديد 2020م/ 2021م، يحتاج لمراجعة من قبل عقلاء الوطن؛ خصوصا في الضالع وعدن؛ لإنهما المحافظتان اللتان نفذتا الإضراب في العام الدراسي الماضي.
لقد فات على الطلاب في العام الدراسي 2019م/ 2020م فصل دراسي كامل؛ بسبب الإضراب،ثم جائحة كورونا، بالإضافة إلى أسابيع من الفصل الأول أي فات على الطلاب ما يقارب 1110 درسا في مختلف المواد الدراسية، ما يعني أن هناك نقصا كبيرا في المنهج الدراسي سيترك فراغا كبيرا في عقول الطلاب و سيؤثر سلبا على مستوياتهم العلمية حاضرا ومستقبلا.
هذا القصور والنقص الكبير في تدريس المنهج يؤرق كل صاحب ضمير حي ومسؤول؛ ويجعل المعلمين والتربويين مطالبين بابتداع أساليب تعليمية يمكن من خلالها حل هذه المشكلة..وبدلا عن ذلك يتفاجأ الوسط التربوي والمجتمع برمته بهذا البيان المنسوب لقيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين الذي يدعو إلى الإضراب حتى تحقيق مطالب المعلمين المشروعة.
لا شك أن حقوق المعلمين المشروعة واجب على الحكومة تنفيذها وتسليمها للمعلمين، لكن الإضراب وتعليق الدراسة يعني كارثة محققة على الجيل؛ إذ سيضيف جهلا فوق الجهل، وفراغا للشباب فوق الفراغ، ويعني ضياع منظومة القيم والمبادئ الأخلاقية التي تصون المجتمع وتحميه من الانحراف؛ سيما وهناك حملات منظمة لإغراق الشباب بالمخدرات والاخلاقيات السيئة.
في مختلف الظروف التي تعيشها المجتمعات والشعوب الحية يبقى التعليم ركيزة أساسية ومهمة دائمة ورسالة مستمرة لا يجب أن تتوقف أو تتعطل.
إن الأهداف العظيمة لأي شعب لن يحققها إلا جيل متعلم متنور، والجهل يعيق ذلك، وتعطيل التعليم سيغرق المجتمع في بحار الجهالة والفوضى وسيصاب الجيل في عقله وأخلاقه
وإذا أصيب الناس في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
نتمنى على الأخوة في نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التراجع عن هذه الخطوة كونها لا تصب في مصلحة المجتمع.
والله من وراء القصد