كتب .. محمد العماري
في الثالث من ديسمبر من كل عام، يمر علينا اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ذلك اليوم الذي يفترض أن يكون فرصة لتسليط الضوء على قضاياهم وحقوقهم، وتحفيز الحكومات والمجتمعات على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه مع اقتراب هذا اليوم: ماذا يعني الاحتفال بالنسبة لذوي الإعاقة إذا لم ينعكس ذلك على حياتهم واقعياً؟
في كل عام نرى جمعيات ومؤسسات تحتفل بهذا اليوم بنماذج من ذوي الإعاقة، يتحدثون عن “الإرادة والتحدي والعزيمة”… كلمات اعتدنا سماعها حتى فقدت معناها الحقيقي. هل أصبح ذوي الإعاقة بحاجة في كل مناسبة إلى إثبات أنهم “قادرون”؟ هذا أمر بديهي، فهم بشر كباقي أفراد المجتمع، لديهم طاقات ومواهب وأحلام. لكنهم في المقابل ما زالوا يفتقرون لأبسط حقوقهم.
الحقيقة المُرّة أن كثيراً من ذوي الإعاقة لم يتحصلوا على فرص عمل، ولا على حياة كريمة، ولا مساواة حقيقية في فرص التعليم أو الوظيفة أو حتى الرعاية الصحية. لا قوانين مفعّلة، ولا اهتمام كافٍ من القطاعين العام والخاص، بل غالباً ما يُستبعدون من المشهد بشكل غير مباشر.
الاحتفال وحده لا يصنع فرقاً. ما يريده ذوي الإعاقة ليس كلمات ولا صور ولا شعارات، بل نتائج ملموسة:
فرص عمل، دخل ثابت، مساواة، قوانين تُنفذ، واحترام لكرامتهم الإنسانية. المعاق لا يريد احتفالاً، بل يريد أن يكون قادراً على بناء أسرته، والاعتماد على نفسه، والعيش باستقلال وكرامة.
فهل نحتفل كما اعتدنا؟ أم نراجع أنفسنا ونجعل هذا اليوم بداية فعلية لتغيير واقع ذوي الإعاقة؟














