مراد حسن بليم
حققت المقاومة الجنوبية في 25مايو2015 اول الانتصارات على مليشيات الحوثي،وحين سقطت البلاد كلها تحت براثن تلك المليشيات أبت الضالع ان تسقط،وبدماء أبناءها سطرت اول ملحمة نصر في المعركة التي تخاض ضد المليشيات الحوثية،وكان ذلك النصر هو مفتاح الانتصارات التي تحققت في باقي جبهات المواجهة،ولم يكن ذلك الفعل إلا جزء من مواقف كثيرة سجلتها الضالع في محطات التاريخ المختلفة،فقد كانت اول منطقة تتحرر إبان الكفاح المسلح ضد المستعمرة التي لا تغيب عنها الشمس وسقطت بيد ثوار الكفاح المسلح للجبهة القومية في ستينيات القرن المنصرم ،كما كانت آخر معاقل المقاومة وآخر منطقة تهدأ بها فوهات البندقية في حرب 94 الظالمة.
ان المدن العظيمة تنهض من بين الرماد لتصنع التحولات والانتصارات ولعل انتصار الضالع يعد احد ابرز المحطات التي اعادت تشكيل الوعي السياسي وصلابة الارادة والصمود ومبتدأ انطلاق معارك التحرير على طول وعرض الجنوب ونقطة إلهام محورية لكسر تمدد المشروع الإيراني ودليلا عمليا تخضب بدماء الشهداء على التضحيات الجسيمة التي تم تقديمها على محراب الحرية والكرامة والرفض المبدأي القاطع لكل أشكال الظلم والاستبداد والهيمنة .
لا تزال الضالع إلى اليوم تدفع من دماء أبناءها ضريبة الصمود والبقاء ولا يزال جرحها ينزف وجبهاتها مفتوحة وفي مواجهة مستمرة مع الحوثيين،لا تزال تقدم التضحيات تلو التضحيات في صميم الدفاع عن الارض والشرف والكرامة،وهي المدرسة التي لم تكف يوما عن صناعة التاريخ والمجد ولم تدس رأسها في الرمال امام اي تحديات،واستمرت وستستمر قلعة للصمود ومصنعا للرجال .