كريتر نت – وكالات
تدربت كونيكوفا على يد إريك سيدل، أسطورة البوكر، الذي فاز بملايين الدولارات في منافسات البوكر على مدى سنوات.
وتضرب مثالا على ذلك بالوعي الانفعالي، بأن تسأل نفسك بين الحين والآخر عن مشاعرك، وعن رد فعلك. وبعدها عليك أن تحاول أن تقيم مدى تأثير هذه المشاعر على قراراتك، وما إن كنت ستتمكن من وصف هذه المشاعر لتبرير قرارك النهائي أم لا. إذ أشارت دراسة إلى أنه كلما زادت دقة الناس في وصف مشاعرهم، تحسنت قدرتهم على اتخاذ القرارات في نماذج محاكاة سوق الأوراق المالية.
ولا يخلو كتاب لتعليم البوكر من تحليل للعلامات والتعبيرات الطفيفة التي قد تكشف عن الأوراق في يد اللاعب المنافس. لكن كونيكوفا تقول إن الكثير من الأبحاث أثبتت أن تعبيرات الوجه لا قيمة لها إذا كنت تبحث عن علامات الكذب.
إذ تبين أن معظم لاعبي البوكر لا يبدون أي انفعالات، وقد تضيّع وقتك وتفكيرك سدى في محاولة قراءة انفعالاتهم.
وتقول كونيكوفا إن هناك اعتقادا خاطئا بأنك لو نظرت إلى العينين، التي تعد نافذة الروح، ستكشف عن نوايا اللاعب الآخر، لكن دراسات تشير إلى أنه من الأفضل النظر إلى اليدين، التي تدل على علامات التوتر أو الثقة. فإن الطريقة التي نمسك بها الأوراق أو حتى المأكولات تكشف الكثير عن مشاعرنا.
الاستفادة من الفرص المتاحة
حلت كونيكوفا في المركز الثاني في جولة البوكر بمنطقة آسيا والمحيط الهادي التي أقيمت في منطقة ماكاو الصينية، وحصلت على 60 ألف دولار وفازت في منافسات أخرى في أوروبا والولايات المتحدة.
لكن أساليب التفكير التي وصفتها كونيكوفا في كتابها قد يستفيد منها العاملون في مختلف المجالات. فإن التقدير الخاطئ للفرص قد يقود مديري البنوك والقضاة وحتى الرياضيين لاتخاذ قرارات خاطئة.
وفي الوقت الذي تضع فيهالحكومات سياسيات بناء على معلومات محدودة، ويجد فيه الأفراد صعوبة في فهم الإحصاءات والرسومات البيانية لاحتمالات انتقال عدوى فيروس كورونا على سبيل المثال، ربما تساعدنا نصائح كونيكوفا من واقع تجربتها في لعبة البوكر في التعامل مع هذا القدر من عدم التيقن والغموض وكيفية التفكير بشكل منطقي رغم الضغوط.
وتقول كونيكوفا إن اللافت أن مجتمع البوكر فطن إلى مخاطر الوباء من البداية، وأعلن عن احتمالات الإغلاق منذ فبراير/شباط، إذ لاحظ أن الفيروس ينتشر انتشارا مطردا.
ورغم أن كونيكوفا توقفت الآن عن لعب البوكر، فإنها تقول: “لن تطأ قدمي ناد القمار حتى يُكتشف لقاح أو دواء لفيروس كورونا المستجد”.
غير أن الدروس المستفادة من تجربتها وأهمية تقبل المجهول، قد تساعدها وتساعد القراء في الاستعداد لما يحمله المستقبل، مهما كان.