سالم فرتوت
قبل خمس سنين كان في العاشره من عمره. استهوته الحرب
فلعبها بضراوة مع لداته.
بكى. على والديه حتى اشترواله بندقية دمية، كالتي مع أطفال حافتهم ،تطلق صوتاً وحسب.
وأخذت أصوات دماهم تعبر عن سعادتهم. بينما يجرون ويهجمون وينسحبون والعرق يتصبب من جباههم .
اشتدت الحرب،ويلغ سمعه مسميات لأسلحة مثل قناص معدل ،ومصطلحات عسكرية وسياسية،شرعية ،متمردين ،تحالف ،و….و…..
لم تعد الحرب بالصوت تكفي،إذ جلب التجار دمى ذات رصاص بلاستيكي دائري بحجم نواة .كانوا يريدونها حربا أقرب إلى الحقيقة.
انقضت السنة الثالثة،وجلب التجار دمى تحاكي الآر بي جي.وخاضوا حربا بلا دوي بالآر بي جي.
السنين تترى ويحس أنه كبر على حرب الأطفال في حارته .إذ راح يتطلع إلى خوض حرب حقيقية .حيث الدوي يصم الآذان واللهب يتبادل بين أصحاب الحق وبين الباطل.
فمن ياترى على حق ؟
لم يستوعب عقله الغض مايجري.فالمسألة بالنسبة له لاتعدو كونها لعب بين الكبار ولكنه لعب بالنار.
وراح يعرض على والديه إزماعه الالتحاق بهذه الحرب. وبخه والده:(هناك نار تحرق مش لعبة)!
:(باروح يعني باروح بس انته قول لي. منوه على حق)؟
وبلغ سمعه أخبار عن حشود باتجاه شقرة لتقتحم زنجبار فعدن ،كسر الدولاب ، فطالعته بندقية والده ،فرح بها وتوجه إلى الشيخ سالم،ليدافع عن الجنوب الحبيب.
13 مايو 2020