كتب .. القاضي أنيس جمعان
هناك حكاية متداولة من التاريخ الإسلامي تقول عندما أراد أبو العباس السفاح الجهر بالدعوة لبني العباس في عهد حكم بني أمية جمع أنصاره وطلب منهم ترشيح مكان الإنطلاق !!
فعرضوا عليه ثلاثة أماكن إما نجد، أو العراق، أو الشام، فرفضها كلها، وقال كلمات خلدها التاريخ الإسلامي :
إنَّ أهل نجد مفتونين بحب الشيخين أبو بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما !!
وأهل العراق ما نصروا ثورة قط، وتعلمون ما قال فيهم الحجاج بن يوسف الثقفي: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال اللَّه: “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار”.
أما أهل الشام فقلوبهم معنا، وسيوفهم مع بني أمية !!
وهنا تعالت أصوات أنصاره .. اليمن .. اليمن السعيد !!*
فقال أبو العباس: إلا اليمن !!
فقالوا له: لماذا ؟!
فقال: في اليمن فرسان العرب ورجالها .. ولكنهم أسرع الناس إلى الفتنة، وأعجزهم في الخروج منها !!
رحم اللَّه أبو العباس كان عنده بعد نظر، فلو كان أختار اليمن، كان بنو العباس اليوم ما يزالون يتحاورون مع بني أمية حتى الآن في أرض اليمن !!