كتب : عبدالرحمن شوفر
السابع عشر من رمضان ، يوم مشهود ، يوم عظيم ، فيه بدر و فتح مكة وفتح الاندلس ومعركة بلاط الشهداء ومعركة عين جالوت وحرب مصر واسرائيل ومعركة العصف المأكول والبنيان المرصوص، فهو يوم الفرقان .. وفيه كسرت شوكة الحوثيين و انهدم مكر المناطقيين ….
قاتل العميد محمد عبدالله شوفر ومن معه من شهداء حمر حتى قضوا .
ظل الشيهد باذن الله أحمد بريبره حارسا في يعيس أربع سنوات كاملة لا يمل ولا يكل حتى توفاه الله شهيداً مقبلاً غير مدبر ..
رابط عبدالرحمن بريبرة في ميدي وحرض ويعيس والحقب وبيت اليزيدي والتهامي وقبل ذلك دمت وبعدها ناصه ، دون منٍ ولا أذى ….
ستة صواريخ كورنيت أطلقت إلى وعل ، أكثر من عشرين قذيفة هاون ، آلاف الطلقات من مختلف العيارات ، لم تغن شيئا ، حتى كان اللقاء وجها لوجه ، ومن مسافة صفر …
أقسم الشهيد صدام الجماعي ألا يعود منه إلا شهيداً أو فاتحا للطريق ، استشهد في الثاني من رمضان اسفله برفقة اسماعيل ابو الغيث ، وبقيت جثته كما هي لم تتغير ولم تتبدل، لم تنقل إلا بعد فتح الطريق ، أبر الله قسمه …
أقسم عبدالرحمن بريبرة مع رفيق دربه الجريح عبداللطيف الجنيد، والجريح سلطان عبدالله علي ريشان ألا ينزل من وعل إلا فاتحا أو شهيدا ، فجمع الله له الاثتنتان … الشهادة والنصر المبين …
إذا كان الشيخ صالح مسعد ريشان مهندس نصر ثمانية ثمانية ، والعز بن عبدالسلام المنصوب صوت جلد الله به الروافظ
فعبدالرحمن بريبرة فاتح سلسلة جبال وعل وطريق مريس …
أقسم عبدالسلام الاصهب ألا تسقط الجميمة وما زال على قيد الحياة ، فوقف صامدا وحيدا برفقة أبناءه ورفقاء دربه من قعطبة و مريس وأبناء المناطق الوسطى ، فلم تسقط ….
أقسم مسعد البعداني أن يفتح سليم والفاخر ، قال لمن حوله أنا اليوم شهيد ، وصدق الله إذا يقول ( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) ….
أوصى احمد محمد الفقيه من بجانبه ألا يتركوا جثته ، لأنه موقن بالشهادة ، وغيرهم كثير …
هؤلاء بينهم وبين الله سر ، ليست العبرة بالمظاهر ولا بالقيل والقال ، ولا وزن لمدح الناس أو ذمهم ، فما كل من زكيناه زكاه الله ، ولا كل من ذممناه ابعده الله ، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل …..
رحل الابطال كما هي العادة ، وبقي اللصوص ، والانتهازيين ، وعباد المنصب والرتبة والراتب ، يدور اللصوص مع المصلحة حيث دارت ، براتبين وثلاثة رواتب وأربعة وخمسة ، فإذا ما حمى الوطيس ، واشتد الوغى ، وبلغت القلوب الحناجر ، أقبل الأتقياء الأخفياء ، الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدو ، لا يستكثرون عملهم ، ولا يمنون على الله بجهادهم ويرحلون بلا رتب ولا رواتب ….
من العجائب أن تجد من رابط ساعة ، أوسد ثغرة ، أو خطب خطبة ، منَّ على الله ، واستكثر عمله ، وأرغى وأزبد ، وأسقط الأحكام ، وأكثر الكلام معرفا بما يجب على البشر تجاهه ، وهذا سفرجلة ، لكنها مقنعة بقناع السراب ……
بعد الانتصار يظهر الانتهازيون وعباد المنصب فصيلة الحمضيات والحنظل ….
ينتقصون الناس ، وينزلون الأحكام ، ويقسمون البشر إلى فريق في الجنة وفريق في النار ، يلهثون وراء المكاسب ، كما يتسابق الأبطال ألى المهالك …
هؤلاء اللصوص كذبوا على الناس عشرات السنين ، بأن أمنيتهم الشهادة والحور العين ، والنصر الموعود وخلافة الرشد والرشاد ، فاذا ما دنا وقت دفع الثمن والثمرة ، أوجدو كل حيلة و فتوى وخديعة ليغطو سوءاتهم وقذراتهم وكذبهم ودجلهم ولصوصيتهم وليحتالوا على الاستحقاقات ، قاتلهم الله أنى يؤفكون …
الابطال يصنعون التاريخ ، أما التوابع فيصنعهم التاريخ وكفى …….