كتب : جميل الصامت
قصة صعود بسرعة الصاروخ نحو النجومية وحصد الالقاب هي مايمكن ان تلخص فيها حالة السيدة توكل عبدالسلام خالد كرمان التي تمكنت خلال زمن قياسي من ارتقاء السلم والنفاذ الى جهات دولية وبؤر محاور السياسة دونما استئذان ،ساعدها في ذلك النوع من الصلف الاخواني المتطلع الذي لايجد غضاضة في التعامل مع الاجندة مهما كانت درجة حمولتها ..
لقد استطاعت هذة المرأة -التي تصفها الاوساط النسوية بنصف رجل او (المكلف) المسترجلة- النفاذ الى منظمات دولية بنجاح غير انها لم تحقق نجاحا في النفوذ الى قلب وعقل بنات جنسها اليمنيات وربما العربيات ايضا ..
لقد ترصدت واستطلعت كثيرا خلال سني الظهور والصعود اراء اوساط نسوية متفاوته التكوين، فلم اجد قاعدة دعم وتاييد او مجرد احساس بانها تمثل المرأة او هكذا خلصت في استقصائي ،فمجرد الارتياح ضعيف جدا عدا شريحة من اوساط شباب حزبها يؤيدونها على استحياء فيما يبدي طيف مجتمعي واسع تحفظه على الادوار التي تقوم بلعبها وكلها محل شك وتحفظ ..
ومما يجدر ذكره انه عندما تظهر اوتطل من على الشاشة الصغيرة تصر النساء بالذات على عدم الاستماع اليها ومجرد الاطلالة تحفز الكثير منهن للقفز لحذف الصورة الى قناة اخرى ،عللت ان ذلك بانه ربما قد يكون مرده حسدا وغيرة انثوية ..؟!
حتى عندما سلمت الجائزة ،مان اول تعليق عليها من النساء لماذا لم تلبس الزي الشعبي اليمني بنموذجه التعزي ،وفضلت ان تبقى بعباء الاخوان امام العالم …وكم من كلمات التوبيخ ،لم افلح حينها تغيرالصورة ان ذلك يعد نجاح للمرأة التي دائما ما اقف الى صفها في ضرورة ان تاخذ مكانتها. ..
لا احد يستطيع ان ينكر استفادتها من تجربة اللقاء المشترك والثورة الشبابية لتكن اهم الرابحين ..
فلولا اللقاء المشترك لما تمكنت من التقاء شباب الاحزاب الاخرى وقياداتهم ،والذين شكلوا عماد اساس في انطلاقتها ،سواء باعتبارها تمثل تيار لايقر للمرأة ولايعترف لها بدور فينبغي الاهتمام بها ،ووجدت في الوسط الجديد (المشترك) داعم ونصير ،وهوما سمح بتمنكنها من اختراق منظومته المدنية والاستفادة من تجاربه بانتهازية مفرطة ،ولعل تجربة( صحفيات بلاحدود) مثالا جليا او الاستحواذ على محاضر الثورة 11فبراير او التحركات الشبابية الاولى في صنعاء دليل ثان ،حيث كانت تحضر اللقاء مع الشباب الذين لم يكن بينهم اي من عناصر حزبها البعيد كلية عن منطق الثورة وفكر الدولة المدنية ،وتمكنت بخبث حسب اعتقادي من (لفلفة) المحاضر – التي عادة ماتكون في منزل الاستاذ والمفكر عبدالباري طاهر – واستخلاصها لنفسها – ربما مستقبلا سنشهد فصول لسفر الثورة كلها حاشد –
مستغلة توالي الاحداث وتسارعها ..
ولعل البدايات الاولى لتسلق السلم رصدت من صحفيات بلاحدود التي تمكنت فيه من الانقلاب على شركائها ونسج علاقات من الداعمين الذين وجدوا فيما يبدو بغيتهم ،لتاتي قضية مهجري الجعاشن كرافعة على اكتاف الضحايا في فلم مثلت فيه وحجزت لنفسها دور البطولة ..
صعدت توكل وذابت قضية مهجري الجعاشن ،وضاع صندوق دعم الجرحى وحقوق الشهداء وصفي ملف جمعة الكرامة ولم يعد من متهم يقدم للعدالة ..
لتخرج السيدة تعظم شأن مفجري جامع الرئاسة وسرعان ماتمت الاستجابة بصفقة اخرجت بعضهم ،لتنفيذ مهمة تصفية مشروع الوطن باغتيال بطل الجمهورية الثانية اللواء عدنان الحمادي ..
لم تكن توكل بتلك المثقفة او تملك قدرات سياسية وملكات ابداعية بقدر امتلاكها قدر من النشاط الحركي وفرتها لها ظروف البحث عن وجه انثوي يهوى الاضواء الزائدة ،مثير للغبار دون ان يحجب رؤية ولايشكل تهديدا لمنظومة الفكر السلفي وثقافة التطرف المعادية لانطلاق المرأة .
التكوبن الثقافي لاي قادمة من اوساط الجماعات الدينية بطبعه يكون ركيكا وضحلا للغاية في متعلقات السياسة وقضايا الفكر والشأن العام برمته باعتبارذلك محاذير يجري تجنيب المرأة وتنشأتها في تلك الاوساط على عدم الاقتراب الا لماما وفي ظروف محدودة بل ونادرة – ولا اقصد هنا الملتحقات حتى لايساء الفهم –
واختنا توكل امكاناتها محدودة خلال الثورة بحسب تعليق مراقبين انها لم تخرج عن كلمات ارحل ..وعلي عفاش .. …؟!
وعندما تكتب تعمد للكتابة بالقلم الرصاص ولاتستقيم عبارة لها حتى تكون قد تعرضت للمسح والكشط مرات عدة ..
لكني اعترف لها بالشجاعة وحب المغامرة ،وهو مايحتاجه الثائر الذي لم تكن الثقافة والوعي السياسي كافين له ليصبح ثائرا ..
عندما منحت جائزة نوبل مقاسمة مع اخرتين ،لم تكن نتاجا لتلك الانشطة بقدر ماكانت حالة اصطفاء لدوائر الارساء الاستخباراتية العالمية والمعروف اتخاذها من (سلام نوبل) مدرجا لها لتصيد هواة النجومية والحاق المستعدين بمشاريعها ..
البعض مايزال يرى (نوبل) ولوجا لبوابة تفضي الى مزيد من المسئوليات تجاه استحقاق الجائزة في نشر قيم السلام والعمل من اجله ..
متجاوزا حقيقة التوظيف السياسي والاستخباراتي .
غضب العرب من نوبل عندما منحت جائزته لخائن كالسادات وارهابي مغتصب كاسخاق رابين ،ومقدسة لثقافة التطرف والبارود كتوكل كرمان ،التي كثرت المطالبات بسحب الجائزة عنها..
لا اجد غضاضة في تصنيف نوبل من اوائل من أذووا البشرية بسبب اختراعه للبارود ،ولمنح جائزته لمن تقدس ثقافة البارود ..
مؤخرا تم ضم السيدة كرمان الى مجلس حكماء فيسبوك وهو مايسمى مجلس عالمي لمراقبة محتوى ماينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،ولا ادر ماهي معايير الاختيار الموضوعية رغم ان ذلك دليل اضافي لحجم الارتباط مع دوائر ارساء العطاءات عالميا ،ويدفع لوضع مزيد من علامات الاستفهام حول دور كرمان الجديد ..
لم يبد الكثير تحمسا لذلك الضم الذي سارع الكثير لقصفه واعتباره خللا سيلحق الضرر بالحريات ،وسيشجع الارهاب والتطرف على توسيع مساحة تهديده للقيم الانسانية .
معزين ذلك الى الخلفية الثقافية التي اتت منها العضوة العربية في المجلس وماتزال تعتنق افكارضيقة الافق وتسعى لبثها ،رغم محاولات الاثارة التي تظهر بين الفينة والاخرى على هيئة تغريدات ورسائل لكنها مجرد فقاعات سرعان ماتتبدد ولايعبه لها، كونها نابعة من وعي باطني خشن يؤثر التقية على المكاشفة .
وليس ادل على ذلك من حالات الحظر والحذف لكل مخالف في الراي من حساباتها ،وهذا فيه دلالة واضحة اننا سنكون امام النسخة العربية لمارك العربي …؟!