هبه التبعي
تعاني الصحافة اليمنية من أوجه قصور عديدة جراء الأحداث التي مرت بها البلاد خلال المراحل السابقة حيث توقف إصدار تراخيص لصحف وتضييق متزايد على الحريات يرافقها الانتهاكات المتواصلة على الصحفيين والإعلاميين ، كما كان للتحدي التكنولوجي الذي احدث ثورة المعلومات والاتصالات دور كبير في مواجهه الصحافة في اليمن.
أسباب ضعف الصحافة اليمنية..
1-غياب العمل المؤسسي وتأخرها عن مواكبة ثورة المعلومات والاتصالات.
2- الهيمنة السياسية على الصحف الحكومية والحزبية وبعض الصحف الأهلية.
3-غياب المهنية والموضوعية الذي يجب ان يلتزم بها الصحفيين والإعلاميين وجميع العاملين بهذا القطاع.
4- ضعف الإمكانيات المادية والمالية والذي يخلق عائق كبير امام الصحافة.
5- ظهور الصحافة الالكترونية التي بدأت بتشكل والانتشار والتطور السريع شكل خطرا كبيرا يداهم الصحف الورقية بالإضافة إلى وجود الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية المتعددة في ظل انتشار الأمية وتدني المستوى الاقتصادي لسكان.
العام الاسود للصحافة والصحفيين..
11فبراير 2011 الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تعتبر العام الأسود لصحفيي واعلاميي اليمن حيث بلغت الإنتهاكات أكثر من 442 حالة انتهاك فمنذ الايام الاولى للثورة والصحفيين يمارسوا عملهم في مناصرة الثورة عبر كتاباتهم في مختلف الوسائل الصحفية والتليفزيونية والإكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي إضافه الى انهم كانوا في مقدمة المسيرات والمظاهرات السلمية يوثقون بعدساتهم وكاميراتهم المحمولة وعدسات هواتفهم النقالة أحداث الثورة.
فقدت الصحافة في هذا العام 7 شهداء وتعرض الصحفي خلال هذه الثورة الشبابية لإنتهاكات عدة من قتل واختطاف واعتقال وحجب وقرصنة ومصادره للصحف وتمزيقها واحراقها كونها كانت تكشف جرائم النظام آنذاك وانتهاكاته بحق المواطنين في البلاد كما استخدموا الغاز ضد الصحفيين والقذائف ضد منازلهم والمحاكمات الجائرة وغيرها ، وايضا ضربوا بعض مقرات الصحف والقنوات الفضائية.
ونتيجة لكثرة هذه المطاردات والانتهاكات اضطرت الكثير من الصحف إلى الإغلاق وتوقف دعم هذه الصحف من خلال الإعلانات ، كما اضطر الصحفيون للهجرة من صنعاء الى المحافظات التي تعد اكثر امان واغلقت الصحف وظل الصحفيون العاملون بهذه الصحف بدون مرتبات مما جعلهم يعيشون حالة فقر مدقع بعدما اوقف مصدر دخلهم الوحيد ، كما استهدفت الوسائل الإعلامية تحديدا قناة السعيدة في مكتبها الجديد في مدينة صوفان بصنعاء مما ادى الى استشهاد أحد طواقم القناة وهو الشهيد فؤاد عبدالجبار الشميري واصيب زميلة محمد عبدالغني دبوان بإصابات بالغة.
لم يقتصر التدمير والانتهاك على الصحف والقنوات فقط بل تعرضت وكالة الأنباء اليمنية سبأ والتي تعد الوكالة الوحيدة الناطقة باسم الجمهورية اليمنية والتى تزود المصادر الصحف المنتشرة في ارجاء اليمن بالمعلومات والمواد الإخبارية الى التدمير الكامل مع كل محتوياتها واجهزتها الحديثة ونهب ما تبقى منها حيث حوصر آنذاك اكثر من عشرة صحفيين داخل مبنى الوكالة ولكنهم استطاعوا الخروج والنجاة بارواحهم تاركين العمل الصحفي ورائهم ولم يستطيعوا العودة الى عملهم وتم إعادة بناء مبنى الوكالة بعد اكثر من عاميين.
جرائم 2015 بحق الصحافة..
مازال الصحفيون اليمنيون ضحية الأوضاع التي تمر بها البالد حيث استخدموا كوسيلة إجبارية ودروع بشرية لتحقيق اهداف وغايات الاطراف السياسية.
منذ اندلاع الحرب بين الاطراف السياسية اليمنية عام 2015 والصحفيون يتعرضون لإنتهاكات وملاحقات متواصلة ، لم تفلح الإدانات المتكررة الدولية أن توضع الحد للإيذاء المعنوي والجسدي الذي يطارد الصحفيين اليمنيين ، لم يقتصر الحد على الإنتهاكات والخطف على الصحفيين بل وصل الى محاكمة عشرة صحفيين من قبل الحوثيين بتهمة ( الخيانة العظمى) ومطالبات بإعدامهم وهذا مما جعل الصحافة اليمنية بأسوأ حالته بكل تعسف خطفت جماعة أنصار الله الحوثية الصحفيين المعارضين لسياستهم والمعبرين عن وجهة نظرهم الغير متفقة لنظامهم ومارست معهم العنف والتعذيب الجسدي المتوحش والقتل بل وتطالب ايضا بمحاكمتهم علانا وبشمل متكرر.
وفي نهاية عام 2017 كشفت دراسات يمنية أعدها مركز الدرسات والإعلام الإقتصادي الى ان 15 وسيلة إعلامية أغلقت وما زالت مغلقة الى الان ، من بينها 13 صحيفة ، 5 قنوات أغلقت ، كما ان 20 وسيلة إعلامية اغلقت الا انه اعيد العمل فيها من بينها 15 إذاعة محليه أعيد العمل بها مؤخرا.
وتعد 37% موقعا خبريا محجوب من قبل سلطات المليشيات الحوثية ولا يمكن الوصول اليها الا عبر برامج كسر الحجب.
اوضاع اليمن المأساوية التي لم تنهتي فصولها بعد تأكل حصاد اليمن في كل المجالات وتهدر ارواح وضحايا في كل الجوانب ،
تساؤلات اليمنيون : متى سترحل هذه المآسي والأحزان ويعود اليمن السعيد ؟؟!.
المصدر : نافذة اليمن