كتب : د / يوسف سعيد احمد
العالم يعاني من جائحة كورونا فيما الجوائح في بلادنا كثيرة ومتعددة تضاف لها جائحة فيروس كورونا. ولهذا علينا ان نوائم ونحتسب الاثر الاقتصادي والاجتماعي بحيث لاناخذ الامور بشكل نمطي خالص مجاراة لمايحدث في البلدان المتقدمة .
مؤكد اننا في اليمن ليس معزولين تماما عن العالم وعلينا ان نتحمل مسؤوليتنا ونتخذ الاجراءات. لكن اذا مانجحنا في عمليات الحجر في المنافذ البحرية والجوية والبرية فسنكون انجزنا الكثير . ولان النقل الجوي لاتاتي اليناء سواء طائرات الاسطول اليمني المحدودة والتي جراء توقيفها وهم باقل من اصابع اليد الواحدة اوطائرة الامم المتحدة وفي رحلات انسانية محدودة (الى صنعاء) .
ولذلك علينا ان لانبالغ باجراءات الحجز والحجر والعزل والمنع وتوقيف المطاعم والمولات والاسواق والكثير من الانشطة دون احتساب الاضرار والاثار التي ستكون باهضة وستعظم من جائحة الجوع ودون تعويض الناس والانشطة التي ستتضرر. وساركز هنا على جائحة الحرب
( ام الجوائح) :
لقد تسببت الحرب بطبيعتها بعملية عزل جغرافي ومناطقي . منطقة عن اخرى. ونزوح مجتمعات وجماعات محلية من مناطقها الاصلية الى مناطق اخرى .كما تسببت الحرب من ارتفاع تكلفة انتاج السلعة وكذلك نقلها والاخيرة ربما اصبحت تشكل ٣٠% من التكلفة الكلية بوصول السلعة الى المستهلك النهائي التي ينقل التاجر عبئها اليه كاملة . في تعز مثلا اصبح لزاما على كل شاحنة ان تمر عبر طريق الرجاء الصالح( للتهويل او هي كذلك ) لكي تنقل شحنة من الزبادي مثلا محملة من مصانع مجموعة هائل سعيد انعم الواقعة في منطقة الحوبات في محافظة تعز الى مدينة تعز التي لاتبعد اكثر من ١٥ كيلو متر عن منطقة الحوبان لكن ولان المدينة محاصرة فانه يستوجب ان تقطع الشاحنة مئات الكيومترات كي تصل الى المدينة: لتمر عبر الراهدة – حيفان – القبيطة – الصبيحة – المقاطرة ( هيجة العبد) لتواصل السير لكي تصل الى مدينة تعز. إليس مثل هذه الرحلة الطويلة تشبه رحلة الناقلات البحرية التي كانت تعبر طريق الرجاء الصالح .. قبل حفر قناة السويس .(اما لماذا فضل الحوثيون حصار مدينة تعز والبقاء في منطقة الحوبان وتجنب الخسائر البشرية بدخول المدينة فلان منطقة الحوبان تدر لهم ذهبا .فهم يحصلون كضرائب من مصانع هائل سعيد نعم على (١٠٢ مليار ريا سنويا) اي بمعدل ٩ مليار شهريا تقريبا.
ومع جائحة كورونا اصبح لزاما على الشاحنة القادمة من عدن الى منطقة الحوبان مثلا او العكس ان تبقى لايام في حيفان للتفتيش على كورونا داخل الشحنة او في الراهدة ( لتجمرك البضاعة مجددا) . ونفس الحال يتعين الانتظار لايام للسيارات والحافلات التي تدخل الحدود الوطنية للحوثيين قادمة من مناطق سيطرة الشرعية في ضوء اجراءات كورونا.كما اصبح بحكم المستحيل ان تنتقل البضاعة عبر طريق عدن المخاء لتواصل السير مباشرة الى مدينة الحديدة مثلا .
هناك جائحة اخرى في اليمن وهي جائحة المليشيات او للتلطيب لنقل( العسكر) فهؤلا يفرضون في نقاط التفتيش مبالغ كبيرة على كل شاحنة بدءا من مغادرتها مدينة عدن تذهب للجيوب وليس للدولة وما اكثر النقاط وما اكثر القادة . .
وهناك بكل تاكيد جائحة الفقر والمجاعة والبطالة .
ولذلك عندما نطبق اجراءات مواجهة كورونا علينا ان نحتسب اثر كل هذه الجوائح رئفتا بالمواطنين وعلينا في نفس الوقت ان نعوض كل الانشطة التي تضررت وكذلك الناس الذين يفقدون اعمالهم .