كتب : محمد الثريا
باعتقادي ان التقرير الصادر عن مجموعة الازمات الدولية والذي تحدث بشكل مفصل عن الازمة اليمنية الراهنة قد وضع النقاط على الحروف مسلطا الضوء على وقائع وحقائق الازمة وحتى مساراتها بعيدا عن هليمان الاعلام المضلل الذي حاول لسنوات تغييب حقيقة الازمة ووقائع الارض.
وكما اشرت سلفا بأن التقرير كان جدا طويلا ومفصلا لكن تبرز اهم نقطة فيه وهي ضرورة تشكيل مجموعة اتصال دولية تتحمل مسؤولية الجلوس مع اطراف الازمة وتقريب وجهات النظر بينها والعمل على الخروج بتسوية شاملة للحل.
طبعا تحدث التقرير عن لجنة عسكرية تتكون من مختلف اطراف القتال تعنى هذه اللجنة بالتهدئة ومنع اي تصعيد عسكري تمهيدا للمساعي السياسية ..
وبطبيعة الحال حينما اشار ذلك التقرير الدولي لمجموعة اتصال دولية تشمل الخمس الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب كل من السعودية والامارات والكويت وعمان والاتحاد الاوروبي فإن تلك الاشارة لم يغب عنها ابدا التأكيد حول ضرورة تظافر دور المجموعة تلك وجهودها مع جهود ومساعي المبعوث الاممي الخاص باليمن ..
..وهنا سنضع علامة استفهام كبيرة ..!
إذ كيف لمجموعة بهذا الثقل الدولي الكبير ان تربط دورها وجهودها التي ستفضي غالبا الى تسوية جديدة وصيغة مغايرة للحل مع جهود المبعوث الاممي الذي يكرر اسطوانة المرجعيات الثلاث والتي تاكد فشلها واستحالة تنفيذها واقعا ؟..
ـ دعنا نسم تلك الاشارة بمحاولة ” رفع عتب ” من مجموعة الازمات الدولية وتقريرها عند الحديث عن دور الامم المتحدة في الازمة اليمنية مستقبلا ..
عموما ..لماذا قلنا ان التقرير هذا قد وضع النقاط على الحروف؟
اولا ـ كشف حقيقة ودور الشرعية اليمنية السلبي في الازمة.
ثانيا ـ اشار بوضوح الى عجز السعودية عن حل الازمة بمفردها كما دعى الى ضرورة تدخل واشنطن وبذلها مزيدا من الضغط وعدم تركها للمملكة تصارع وحدها في مستنقع الازمة اليمنية ..
ثالثا ـ تحدث عن امكانية ابرام تسوية حل مؤقت بين قوى مناهضة للحوثيين مع سلطات صنعاء في ظل تلاشي دور الشرعية وعجزها..
رابعا ـ بخصوص اللجنة العسكرية اكد ضرورة ان تضم جميع اطراف القتال كما ذكر بالاسم قوات الانتقالي وقوات طارق صالح وفي ذات السياق لم تغب عن مادة التقرير الاشارة ايضا الى خطأ الشرعية المتمثل بمحاولات اقصاء وابعاد المجلس الانتقالي عن اي مفاوضات دولية شاملة ومحتملة مع الحوثيين معتبرا اياه بمثابة الجهد العبثي الذي لا يخدم جهود السلام وحل الازمة ..
..شخصيا أرى تقرير مجموعة الازمات الدولية اكثر واقعية ودقة في تشخيصه للازمة اليمنية من عدة تقارير سابقة لمنظمات دولية اخرى كان معظمها مسيسا ويفتقر إلى حيادية الطرح ..
ـ السؤال ! أين هي القنوات العربية المستقلة بل وحتى المواقع الاخبارية الجنوبية من مناقشة هكذا تقرير دولي مهم وافراد مساحة كافية للحديث حول اهمية ما طرحه التقرير؟
ـ للاسف ..هنا تتجلى كارثة السياسات الاعلامية عندما تسرف جل وقتها خلف احداث واخبار لا تدعم غالبا توجهات ورؤى الحل السليم ..
فمتى إذن ترقى تلك المؤسسات الاعلامية الى مستوى الحدث وتغدو أداة فاعلة لتبيان الحقيقة وليس بيدقا للتدليس وتغييب وعي الشارع عن حقيقة ما يدور ؟