كتب : م/ محمد زين درويش
يتساءل الكثيرون ! بعد أن أوقفت العمرة في البيت الحرام ، وصلاة الجمعة والجماعة في معظم الدول الإسلامية ، وحيث يتواجد المسلمون في البلدان غير المسلمة ، جراء جائحة COVID19 ، عما إذا كانت هذه إرادة الله ! وتعبير عن عدم رضاه عنا ! وعن طريقتنا في التقرب إليه ، عن طريق صلاة الجمعة والجماعة والعمرة والحج !؟ …
إن صح هذا الاستنتاج ! فالسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا غضب من الله ! لتنبيه المصلين والمعتمرين والحجاج ، إلى تقصير في اداء هذه العبادات وكمالها وجودتها !؟ … وهو ما أشك في أولويته لنا كمسلمين ، ولا لرب العرش العظيم ! الذي حملنا أمانة حمل هذا الدين ، وريادة هذا العالم نحو الخير والسلام والأمن ، في الدنيا والآخرة … …
أم هو لفت لنظرنا إلى إسرافنا في تأدية العبادات شكلا ! وافراغنا للعلاقة بالله مضمونا ؟ وهذا ما نلمسه من خلال انغماسنا في الفحشاء والمنكر بمفهومهما الواسع ! فساءت أخلاقنا ! وانعدمت أماناتنا ! وكثر كذبنا ! وتطاول نفاقنا ! وقل تعاطفنا وتضامننا ! واضمحلت إنسانيتنا ! وماتت ضمائرنا ! وانعدم إتقاننا لعملنا ! وضعف حبنا لأوطاننا ! وتجسد كل ذلك على الأرض من خلال تبوءنا مقعد ضعف وتخلف في مؤخرة الأمم … …
وهو ما أعتقد انها لحظة عدم رضى ، من ربنا العزيز الحكيم ، وكشف لنتائج قبيحة ، لعصور من الضلال عن المنهاج القويم ، ودعوة للتأمل لاستعادة جوهر الاسلام وأهدافه النبيلة ، نحو مسلم يضع منجزاته على الأرض ، نحو نفسه ومجتمعه ودينه ووطنه ، والانسانية جمعاء ، مقياسا وحيدا أوحدا ، لأفضليته بين الناس والأمم من عدمها ، وبالتالي قربه من الله أو بعده !!!