سالم فرتوت
كانت الحالة التي وصلتنا مساء الأمس غريبة !أخطر من كورونا وغيره مان الأمراض
والأوبئة المرعبة . وقفنا- نحن الأطباء المناوبين بمستشفى (ر) عاجزين إزاءها! فقد كانت الحالة مما لا يخطر ببال أحد. ليتها كانت مرضا من هذه الأمراض المستعصية التي لا علاج ناجعا لها.
جيء بالمريض إلي في قسم الطوارئ ،على كرسي متحرك مغطى بملاءة.سألت مرافقيه:(مابه)؟ أزاح أحد أقاربه الملاءة عنه قائلاً:(انظر رجليه ،يادكتور)!
فرأيت منظرا عجباً! فرجلا المريض تخشبتا. كان أمامي بدلاً من رجلين آدميتين من لحم وعظام يجري في عروقهما الدم .خشبتين بهيئة رجلين
حرت بماذا أشخص حالة المريض ! سألته:(متى بدأت لديك أعراض المرض)؟
أجاب:(لقد فوجئت به بينما هممت بالنهوض ).
كان شدقه منتفخا بكرة خضراء يأبى أن يتخلى عنها .طلبت من من مساعدي وعاء لأنزع كرة القات من فمه ..حاول مد يديه ليثنيني لكنهما تخشبتا هما الأخريان .
انتزعنا مصدر نشوته ولامبالاته وبعد لحظات أحس بفاجعته ..
نظر إلي بعينين تائهتين ملأهما الرعب.
:(يبدو أنك مدمن قات )!
قال زوجته القلقه :(من أول الظهر حتى آخر الليل وهو متكئ على الأرائك يصدر إلى الأوامر. ولاينهض إلا مضطرا إلى الحمام).
بذلت جهدي لأحرك رجليه جئت ،وخزتهما بأبره لم يختلج متألما طلبت مسمارا ،ومطرقة، ورحت أدق المسمار في أحد رجليه، بالكاد فتحت ثغرة فيها. .انتظرت قطرة دم تترقرق فيها دققت بشدة. .نفذ المسمار من الجانب الآخر من رجله..فلم أجد قطرة دم واحدة.
12مارس 2020