كريتر نت / كتب- د.عبدالعليم محمد باعباد
لا شك أن المعلمين يستحقون مرتبات مجزية يستطيعون من خلالها أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه.
ولا شك أن الجيل أمانة في أعناقنا جميعا، و يستحق من الدولة والمجتمع التعليم في مختلف الظروف، وبغض النظر عن أي شيئ؛ فالتاريخ سجّل في صفحاته أن الشعوب الواعية الحرة لم تفرط في تعليم أبنائها حتى في وقت الحروب، بل ولو كانت تحت نير مستعمر أجنبي، والشواهد كثيرة على ذلك.
إن الشعوب الحية هي التي لا تستسلم للظروف مهما كانت درجة صعوبتها.
وإن القادة العظماء هم الذين يمنحون شعوبهم وبالذات الأجيال الجديدة جُلّ اهتماماتهم كونهم لبنات المستقبل المنشود وعليهم يعتمد المجتمع لبناء الغد المشرق.
ولكن هل سألنا أنفسنا كيف يكون حال الطلاب في هذه الظروف التي نحن فيها، وكم عدد الدروس التي ستفوتهم خلال فترة انقطاعهم عن الدراسة بسبب الإضراب.
إنه بحساب بسيط فاتت على أجيالنا خلال هذا الشهر من الفصل الدراسي الثاني ما يقارب من 1110حصة دراسية؛ أي ما يقارب نفس الرقم فاتت دروس في كل مادة علمية وأساسية بالتعليم الأساسي والثانوي.
وإذا استمر الإضراب لشهرين لا سمح الله فإن المعدل سيكون ضعف ذلك وهكذا..
وإذا علمنا بأن فلذات أكبادنا هم من سيكتوي بهذا النقص والقصور في محصلتهم العلمية طيلة مسيرتهم الدراسية، وهم من سيعانون من هذا الانقطاع عن العملية التعليمية؛ إذ ستظل بقع وفراغات قاتلة في عقولهم لن يتمكنوا بسببها من استيعاب الدروس المتسلسلة والمرتبطة مع بعضها حال عادوا للدراسة بدون هذه الدروس.
ومن المعلوم أن عدم إكمال بعض المقررات الدراسية يؤثر سلبا على فهم الطالب الذكي عند انتقاله إلى صف تالي؛ فكيف إذا كانت هناك دروس ستفوت جميع الطلاب خلال فترة انقطاع طويلة بسبب الإضراب، ناهيك عن الآثار السلبية الأخرى الناتجة عن بقاء الطلاب خارج المدارس.
نقدر قيام نقابة المعلمين الجنوبيين بإعلان الإضراب لأجل تنفيذ الحكومة لحقوق المعلمين المنسية.
ونقدّر تفهم قيادة الانتقالي لهذا الأمر؛ الذين التقوا بقيادة النقابة ونبهوا خلال اللقاء بهم أن لا يؤثر هذا الإضراب على العملية التعليمية.
ومن خلال مرور ما يقارب الشهر من الفصل الدراسي الثاني نرى من الأمانة أن نقول ما نعتبره صوابا مؤثِرين مصلحة أبنائنا الطلاب على كل شيئ.
نقول للأخوة في نقابة المعلمين: ادرسوا الموقف جيدا، وضعوا مصلحة الطلاب فوق كل اعتبار، ودعوا المعلمين يعودون إلى مدارسهم فهم في جبهة مهمة وعلى ثغرة عظيمة، يجب أن لا يدعوها تحت أي ظرف.
كما نشد على أيديكم ونقف بجانبكم كمجتمع للدعم والمساندة للاستمرار بمطالبة الحكومة لتنفيذ حقوق المعلمين كاملة غير منقوصة بالطرق السليمة والمشروعة التي منها المتابعة والضغط الإعلامي، وحتى طرق باب القضاء لإحقاق الحق وتنفيذه، وليذهب المعلمون إلى مدارسهم لأجل تعليم الأجيال الذين هم أمانة في أعناقنا، فليس هناك ما هو أهم من العلم، ولا شيئ يمضي ولن يعوض كالوقت.
والله من وراء القصد.