كريتر نت / متابعات
مازالت 11 أُسرة مشردة في مدينة تعز، منذ قام مسلحون، في 15 يناير الجاري، باقتحام عمارة سكنية، وسط المدينة، وطرد وتهجير الأُسر منها، والسيطرة عليها بالقوة.
وذكرت المعلومات أن وسطاء تواصلوا مع قيادات في السلطة المحلية وحزب الإصلاح، لإخراج المسلحين من العمارة وإعادة الأسر الـ 11 إلى شُقق سكنها، إلا أن جهود الوساطة لم تفضي إلى شيء.
وقالت مصادر محلية، إن المسلحين سكنوا في الشقق الـ 11 الواقعة في العمارة، فيما الأسر التي أخرجت منها بالقوة مازالت خارجها.
ما الذي جرى؟
في تاريخ 14 يناير، نشب خلاف ما بين سائق باص اسمه إبراهيم المخلافي، وأخوين يدعيان “ريحان” و”رضوان”، كانا، عصر ذلك اليوم، على متن سيارة عُرس، في الشارع الرئيسي في “وادي القاضي”.
حدث الخلاف بسبب ازدحام الشارع العام في “وادي القاضي”. كان “المخلافي” يقود باصه، فيما كان “ريحان” يقود سيارة العُرس، وأخوه “رضوان”، العَريس، في المقعد الخلفي للسيارة. كان “ريحان” و”رضوان” في طريقهما إلى “صالة ماس” لحضور عُرس الأخير.
تطور الخلاف من مشادة كلامية وملاسنة إلى سب وشتم بين الجانبين. عاد “ريحان”، وأخوه، إلى منزلهما، وأحضرا سلاح “كلاشنكوف”، وقام “ريحان” بإفراغ 30 طلقة رصاص في صدر إبراهيم المخلافي، الذي فارق الحياة.
بعدها، حضر أكثر من 20 مسلحاً على متن 3 أطقم عسكرية إلى “صالة ماس”، وقاموا بإطلاق الرصاص، وطردوا النساء من الصالة، واعتدوا على بعضهن، وأوقفوا العِرس. والمسلحون ينتمون إلى “مخلاف” و”شرعب”، وهم جنود في اللواء 170 واللواء 22 ميكا، المواليين لحزب الإصلاح.
في اليوم الثاني، قام أبو العريس بتسليم العريس “رضوان” إلى إدارة الأمن، لكن المسلحين لم يكتفوا بذلك، إذ ذهبوا، مساء 15 يناير، إلى عمارة أخرى يملكها أبو العريس، وتقع في “التحرير الأسفل”، وهي عبارة عن 11 شقة تسكنها 11 أسرة بأكثر من 50 نسمة، وقاموا بالاعتداء على المستأجرين، وأخرجوهم بالقوة من شققهم مع أطفالهم إلى الشارع، وتهديدهم أنهم سيحرقون العمارة مع سكانها إن لم يخرجوا. بعد ذلك، قام المسلحون بإدخال أم القتيل إبراهيم المخلافي إلى العمارة، وسَكَّنوها في إحدى الشقق، وتم منع أي من المستأجرين من العودة إلى العمارة، وانتشروا حولها بـ 3 أطقم مجهزين بالمعدلات، وبأكثر من 30 مسلحاً، وأغلقوا العمارة.
وصلت إدارة أمن مديرية القاهرة إلى العمارة، يوم 17 يناير، وطلبت من المستأجرين الهدوء، وأن يبحثوا على مكان آخر للسكن، وأن العمارة ستظل مغلقة إلى أن يتم حل المشكلة، وتركت طقم على أساس إنه حراسة للعمارة بجانب أطقم المسلحين. وحتى هذه اللحظة مازال المسلحون يسيطرون على العمارة، محميين بسلطة الأمر الواقع.
وقال أحد الناشطين في تعز لـ “الشارع”: “الآن الحاكم الفعلي والعسكري لمدينة في تعز هو عبده فرحان (سالم)، وواحد أكبر منه يدعى مرشد اليوسفي، وكلاهما يتبعان الجناح العسكري لحزب الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين، وهما من يديرا تعز، واستقدما كل القتلة والسرق والبلاطجة، ومن عليهم قضايا، من مخلاف وشرعب، ومن مناطق أخرى خارج المدينة، واستخدموهم للنهب والسيطرة على منازل الناس، وابتزاز التجار، والبسط على الأراضي ونهبها”.