كريتر : تقرير
لا زالت اجواء التوتر تخيم على محافظات صعد وصنعاء وعمران وحجة وذمار على خلفية الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مديرية سحار في محافظة صعدة بين مليشيات عبدالملك الحوثي وانصار الداعية محمد عبدالعظيم الحوثي حيث يحشد كل طرف انصاره استعدادا” لجولة جديدة من المواجهات المسلحة
وتاتي هذا التواترات والحشود عقب أصدر محمد عبدالعظيم الحوثي بيانا دعا فيه جميع أتباعه وأنصاره للتدخل السريع لإنقاذ أهالي منطقة آل حميدان، من “العدوان الغادر والغاشم الجبان من قبل من يسمون أنفسهم (أنصار الله الحوثيين)”، واصفا إياهم بـ”المجرمين اللصوص السلاليين”.واصفا” اياهم بالمجرمين واللصوص
وأوضح البيان أن ميليشيات التمرد الحوثي تحاصر المنطقة، وتقوم بقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقلية، وتدمير مساكنهم بدون شفقة، حيث أدى القصف إلى “سقوط قتلى معظهم من النساء والأطفال وكبار السن”.
كما دعا البيان جميع أتباعه “إلى الاستنفار والتحرك للتدخل السريع”.
وحذر ميليشيات ابن عمه، عبدالملك الحوثي من أنهم إذا لم “يوقفوا عدوانهم الغاشم، والجبان هذا، ولو حتى حاولوا الاستيلاء على المنطقة، أو إذا أرادوا شن هجوم على منطقة أخرى، سيكون وبالاً عليهم وسيتم التنكيل بهم”.
واندلعت، الاثنين، اشتباكات بين ميليشيات الحوثي وأتباع محمد عبدالعظيم الحوثي، في مديرية سحار بمحافظة صعدة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا من الطرفين.
الى ذلك ذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهات عنيفة دارت بين أجنحة حوثية متنافسة على ملكية شحنة من المخدرات في معقل الجماعة يومي السبت والأحد الماضيين، وأدت إلى مقتل أكثر من 40 مسلحا من هذه الأجنحة.
وأفادت المصادر بأن الصراع المسلح تفجر بين مسلحين موالين لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ومسلحين آخرين موالين لمحمد عبد العظيم الحوثي، المعروف بأنه عمّ زعيم الجماعة، على خلفية نزاع على ملكية شحنة ضخمة من «المخدرات».
وأوضحت المصادر أن زعيم الميليشيات وجه بإرسال حملة من مسلحيه إلى منطقة آل حميدان وآل القمادي في مديرية مجز، في محافظة صعدة، بعد أن استولى مسلحون موالون لعمه على شحنة ضخمة من المخدرات كانت الجماعة سمحت بمرورها بغرض تهريبها إلى الأراضي السعودية.
وأفادت المصادر بأن مسلحي الجناح الموالي للحوثي استخدموا في الحملة آليات ثقيلة ودبابات وعربات مدرعة خلال المواجهات التي استمرت على مدى يومي السبت والأحد، وأدت إلى مقتل أكثر من 40 مسلحا أغلبهم من عناصر زعيم الجماعة.
وطبقا للمصادر، أدت المواجهات إلى تدمير عدد من المنازل في المنطقة، وسط ترجيحات بأن عناصر زعيم الجماعة على وشك حسم المواجهات لصالحهم، وكسر شوكة أتباع محمد عبد العظيم الحوثي. ويعد محمد عبد العظيم الحوثي، قائدا لأحد أجنحة الجماعة، ويتبنى منذ بزوغ الجماعة الحوثية خطا معارضا على الصعيد الفكري والمذهبي؛ إذ يتمسك، بحسب مقربين منه، بالخط المعروف لدى الأئمة الزيدية في مواجهة الأفكار الخمينية الاثني عشرية التي استقدمها مؤسس الجماعة الأول حسين بدر الدين الحوثي.
ويتردد في أوساط العامة أن محمد عبد العظيم الحوثي، هو عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، غير أن قرابتهما في الواقع بعيدة إلى حد ما، إذ يلتقي هو ووالد الحوثي، بدر الدين، معا في الجد الخامس.
وبحسب مراقبين لسلوك الجماعة الحوثية، فإن عددا من كبار قياداتها يعتمدون على تجارة المخدرات وتهريبها؛ إذ توفر لهم الملايين من الدولارات سنويا، مستفيدين في ذلك من الخبرات التي يقدمها لهم «حزب الله» اللبناني.
وسبق لقوات الجيش اليمني في مأرب والجوف وحجة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أن أحبطت تهريب مئات الكيلوغرامات من المواد المخدرة والحشيش، كانت الجماعة تسعى إلى تهريبها باتجاه مناطق سيطرتها ومن ثم عبر شبكات التهريب التي تديرها إلى الأراضي السعودية.