كتب : جميل الصامت
بحكم الجغرافيا والتاريخ كتب على الحجرية ان تكون مهبطا لاسرار المدنية والتحديث في تعز،وربما اليمن، ولعل محاصرتها عسكريا من قبل قوى التخلف التقليدية التي حشدت مليشياتها الى هذة البقاع المقدسة لاعادة احتلالها تاتي ضمن هذا السياق بهدف(فرمتت) تكوينها الجيوسياسي ذو الطابع المدني واستبداله بطابع دخيل لايمت بصلة لتربتها تمهيدا لالغاء دورها .
علي محسن وجماعته لم يعد همهم دحر الانقلاب الحوثي الذي يشاكلهم في في التكوين ويشاقههم في النزعة والاهداف ولم يعد يشكل عليهم خطرا كما تشكله حاضرة تعز (الحجرية) التي يبدو ان هدم بنى الشرعية لن يكون الا بهدم صروح المدنية وشرخ نسيجها الاجتماعي واعادة احتلال ما حرم (بضم الحاء وكسر الراء) على الحوثي بالامس .
زرع الوية كاللواء الرابع مشاة جبلي (جبولي) هذا لامهام له ولا قرار رسمي بتشكيله ولامسرح عمليات له وهو مجرد مليشيات حتى اليوم فضلا عن كونه تجمعات تربوية من الجبولي القائد الى اصغر صبي فيه ،ويتموضع في العفا اصابح وسائلة المقاطرة كل انجازاته منذ اكثر من عامين محاولات لاحتلال مواقع اللواء35 مدرع وجر الاخير الى مواجهات بينية ،فضلا عن مضايقة السكان والتسرب وسط الاحياء والزحف نحو التربة ناهيك عن اعمال الفوضى ، وكابلات مشروع كهرباء القريشة تشهد محاضرها بذلك ،قبل اسبوع هجم الحوثي على احدى المواقع القريبة من هيجة العبد ليترك مسمى اللواء الرابع الموقع ويفر نحو التربة ،وبقي الموقع بيد الحوثي حتى تم تحريره على يد ابطال اللواء الرابع التابع للعمالقة .
الشرطة ودورها في حقن المناطق الامنة بالعناصر المطلوبة امنيا واعطاءها الضوء الاخضر في تنفيذ التوجيهات المعروفة امر لايغفل ..
الزحف المتواصل من مجاميع مسلحة لتضييق الخناق على الحجرية كاكبر تجمع سكاني ومناطق بعيدة عن الصراعات تثير مخاوف السكان .
مليشيات الزحف كلها تتبع الوية وحشد شعبي ومليشيات جرى ضخها بقوة من اجل احكام السيطرة على مناطق ومداخل الحجرية الرئيسة لاسقاط مسرح عمليات اللواء35 مدرع وتوج باغتيال قائده العميدالركن/عدنان الحمادي ..
اليوم المعركة للشرعية المختطفة هي اسقاط الحجرية وفي القلب منها اللواء العسكري الوحيد في تعز كما هو واضح لان جماعة الاخوان ترى ان تواجدها لن يكون الا بعسمرة الحياة المدنية وجر الناس الى صراعات لتتمكن من النفوذ الى اعناق المجتمع .
على الرئيس هادي ان يخرج عن صمته ويتعامل مع ملف حصار الحجرية بمنطق رجل دولة ،وعليه ان يدرك ان مايجري في تعز صراع مشاريع مشروع كبير مدني لكل الوطن (مشروع دولة) ،ومشاريع صغيرة يتزعمها علي محسن الاحمر وجماعة الاخوان والذين باتوا ادوات لمشاريع قطرية وتركية ان تركوا سيجرون تعز الى الهاوية .
وليس الصراع بين ابناء تعز انفسهم كما يخافسه (الاحمر والعلمي ) وعليه وعلى الجميع ان يدركوا ان مايديره تجار الحرب ليس اكثر من تقديم خدمات مجانية للحوثي ،ستعود بالا على الرئيس والشرعية .
لايصح ان تتوقف كافة الجبهات مع الحوثي وتشتغل جبهات تحرير المحرر في جنوب تعز المحررة اصلا .
على الرئيس هادي اذا كان يستشعرا خطر من دور الحجرية المدني ان يقود بنفسه معارك تحرير المحرر في تعز ليكون له الشرف الاوفر في فتح الحجرية معقل المدنية والشرعية بنفسه بدلا من ترك الحبل على الغارب ،لتجار الحرب ومرتزقة قطر وتركيا ..
امام الرئيس عبده ربه منصور هادي خياران لا ثالث لهما يحددان موقفه الرمادي لابد ان يخرج عن صمته اما سحب جميع القوات والتشكيلات المسلحة وفك الحصار عن الحجرية باشرافه شخصيا وعودة كل التشكيلات المتحفزة للغزو والعبث كل الى مسرح عملياته ،او اعلان النفير العام للزحف لتحرير المحرر وتحديد ساعة الصفر لاسقاط قلعة المدنية (الحجرية) ..