كريتر : تقرير
يدلي الناخبون المقدونيون الأحد بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تغيير اسم بلدهم إلى “مقدونيا الشمالية”، في خطوة تهدف إلى إنهاء النزاع مع اليونان، والانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وستعلن نتائج الاستفتاء مساء الأحد، على أن يصادق البرلمان عليها فيما بعد بأغلبية الثلثين.
يتوجه الناخبون المقدونيون الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء حول الاسم الجديد لبلدهم “مقدونيا الشمالية”، من أجل إنهاء نزاع مع اليونان والتقرب من الاتحاد الأوروبي.
ويجري الاقتراع من الساعة السابعة إلى الساعة 19,00 (05,00 إلى 17,00 ت غ)، على أن تعلن النتائج مساء الأحد.
ويتوقع المراقبون ألا تصل نسبة المشاركة إلى خمسين بالمئة، وذلك نظرا لاستياء الكثير من المقدونيين من الاتفاق وكذلك المغتربين منهم، فأقل من ثلاثة آلاف من هؤلاء تسجلوا على لوائح الناخبين مع أنهم يمثلون ربع السكان بحسب التقديرات.
وهذا الاستفتاء تشاوري ويفترض أن يصادق البرلمان على نتائجه بأغلبية الثلثين. وستتابع المفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي باهتمام كبير نتائج هذا التصويت.
وتأمل مقدونيا البلد الفقير الواقع في البلقان، في الانضمام إلى الكتلتين وهو أمر يرى فيه كثر خطوة نحو استقرار البلاد وازدهارها.
ومنذ استقلال هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة في 1991 اعترضت أثينا على احتفاظها باسم مقدونيا، وهو اسم إقليم في شمال اليونان. وهي ترى في ذلك استيلاء على إرثها التاريخي وخصوصا إرث الملك الإسكندر الأكبر وتشتبه بأن جارتها الصغيرة لديها نوايا توسعية.
وبسبب اعتراض أثينا، عطل هذا النزاع انضمام هذا البلد الصغير الواقع في البلقان ويبلغ عدد سكانه 2,1 مليون نسمة، إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
لكن مقدونيا واليونان وقعتا في السابع عشر من حزيران/يونيو اتفاقا تاريخيا لإطلاق اسم “مقدونيا الشمالية” على ما كان يصطلح على تسميته “جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة”.
ومن المفترض أن ينهي هذا الاتفاق الخلاف بين البلدين حول اسم مقدونيا منذ 27 عاما.
معلومات عن جمهورية مقدونيا
تقع جمهورية مقدونيا في شبه جزيرة البلقانفي الجنوب الشرقي للقارة الأوروبية، عاصمتها مدينة سكوبي، ويبلغ عدد سكانها ثلاث مليون نسمة ، والمساحة الجغرافيّة لها تُقدّر بــ 25713 كم، واللغات الرسمية المتّداولة فيها اللغتين المقدونيّة والألبانيّة، حيث تعددّت أصول السكان من أهل مقدونيا الأصليين، البيزنطيين، الأتراك، والألبان، والنظام المُتبع فيها هو الحكم النظامي الجمهوري، فالبرلمان يمثل السلطة التشريعية والحكومة تمثل السلطة التنفيذية، وتُعتبر جمهورية مقدونيا الأكثر تعقيداً بين الدول الأوروبية بسبب عدة صعوبات واجهتها، مثل طبيعة الهوية والإنتماء، وعملية تحديد الحدود، ففي عام 1991م أخذت بوادر الاستقلال تأخذ مسارها خصوصاً بعد إنتهاء يوغسلافيا التي سيطرت واحتلت مقدونيا، حتى أعلنت إستقلالها التام في أبريل عام 1993م.
تحتل الجمهورية المقدونية موقعاً إستراتيجياً مهماً جداً، حيث أن إحداثياتها الموزعة إلى الشمال 50 -41 درجة، وإلى الشرق 22 درجة.الحدود الشمالية الغربية مع جمهورية كوسوفو، من الشمال جمهورية صربيا ، ومن الشرق جمهورية بُلغاريا، والغرب جمهورية ألبانيا، واليونان من الجنوب.يوجد تضاريس طبيعية متنوعة في مقدونيا بامتداد جبالها عالية القمم، البحيرات العميقة، ووجود الكهوف الغريبة، وهناك الأشجار المختلفة في الغابات الكثيفة، والأراضي السهلية المُمتّدة على مساحة كبيرة.تشتهر بكثرة الغابات المنتشرة بها مثل غابات البلقان، غابات جبال البيندوس، وغابات جبال الرودوب الواسعة٠
وهناك أيضاً منطقة بحر إيجة التي تُشكّل حلقة الوصل بين أوروبا الجنوبية وأوروبا الوسطى والغربية، لتكون ممرّ رئيسي للتنقل بين تلك المناطق.يُسمى سكان مقدونيا الأصليين قديماً (بالعرقُ التّراقي)، وسكنتها قبيلة مولوسيان وشعب البايونيناس، بالإضافة إلى شعوب أخرى، أقامت فيها في الأزمان القديمة.كانت مقدونيا تحت سيطرة الرومان، ثم حكمتها الإمبراطورية البيزنطية، بعدها الإمبراطورية البلغارية التي قامت بنشر الدين المسيحي فيها، إلى أن عاود البيزنطيين إلى حكم مقدونيا، وبعدهم عادت السيطرة إلى البلغاريين، حتى جاءها الصرب واحتلوها، ولا ننسى الحكم العثماني وفضله في نشر الدين الإسلامي وتواجد أعداد سكانية كبيرة من المسلمين.تميّزت مقدونيا بموقعها نقطة وصل بين دول شبه الجزيرة البلقانية الواقعة بالقرب منها وهي كوسوفو، اليونان، بلغاريا، صربيا، وألبانيا.العوامل السياسية والاقتصادية وتحديات الحروب وظروفها، ساعدت في قيام وتأسيس الجمهورية المقدونية الحالية، المُختصرة بالحجم والمساحة، بسبب الإستملاك الظالم من الطامعين حولها بأراضيها.التاريخ القديم لجمهورية مقدونيا
أول ما نشأت مقدونيا في العام الثامن قبل الميلاد، عرفت باليونان القديمة.حكم اليونان القديمة الأسكندر الأكبر المدعو (فيليب المقدوني)، الذي كان من أشهر الملوك المقدونيّين وتوسّع في حكمه، الذي توفي في العام الثالث قبل الميلاد، ثم حدث الإنقسام للدولة المقدونيّة لدولتين هما الدولة البطلمية و الدّولة السلوقيّة.فرض البيزنطيون سيطرتهم على مقدونيا في عام 700 الميلادي.سيطرت بلغاريا في 900 الميلادي على مقدونيا.عادت سيطرة المقدونيين على الدولة في عام 1000 الميلادي.عاد الروم البيزنطة للسيطرة عليها في عام 1018 الميلادي.
للمرة الثالثة عادوا المقدونيين لحكم مقدونيا في عام 1200 الميلادي.توالت الأيام وعاد البلغاريّون للسيطرة على الجمهورية المقدونية ثانية، في عام 1300 الميلادي.تاريخ مقدونيا الحديثتولىّ العثمانيين حكم الجمهورية المقدونية لخمسة قرونٍ متتاليّة، توالت الأحداث والحروب عليها حتى شنّ إتحاد البلقان الحرب، التي أدت لسقوط الإمبراطورية العثمانية في الأعوام 1912-1913م.
اعتبار الجمهورية المقدونية جزءاً من مملكة صربية وكرواتيا وسلوفانيا، وذلك من عام 1903 وحتى 192
اطلق رسمياً على الجمهورية المقدونية إسم مملكة يوغسلافيا في عام 1929م.بين الأعوام 1920-1934م، جاءت منظمة تدعي (امرو) قادّت حركة التحرير لمقدونيا من اليونان وصربيا
حيث أطلقت هذه المنظمة إسم مقدونيا على الدولة في عام 1923م، بعد حرب قوية تحريرية.الفترة الممتدة بين الأعوام 1934-1946م فترة قيام الحرب العالميّة الثانيّة، أثرت على الجمهورية وتعاقبت الدول المسيطرة عليها من بلغاريا والصرب.إنضمت بلغاريا في عام 1946م إلى جمهورية يوغسلافيا الاتحاديّة الاشتراكيّة.بين الأعوام 1991-1993م
نالت الجمهورية الاستقلال والإعتراف الرسمي بأنها دولة سيادية مُستقلة.حصلت أحداث خلافيّة على تسمية الجمهورية بيوغسلافيا سابقاً، خاصة مع اليونان، التي عارضّت أيضاً على علمها الخاص بها، وتم حل تلك المشاكل بتوقيع تسويات وإتفاقيات مع (130) دولة تقريباً إعترفت بالدولة المقدونية المستقلة.دخلت الجمهوية في العديد من المنظمات العالمية والأوروبية.