كريتر نت / كتب- عماد الديني..رئيس تحرير صحيفة أخبار حضرموت
شاركت في ورشة العمل المفترضة انها دولية حول وسائل الإعلام اليمنية للاستجابة الإنسانية بالعاصمة الأردنية، لما كان يفترض انه لمناقشة هموم وآمال وتطلعات وصعوبات وتحديات الإعلام اليمني في تعاطيه مع القضايا الإنسانية المهملة اليوم في واقعنا المعاش لصالح الحضور السياسي الطاغي على عملنا الصحفي وعلى اختيار وفرز ممثلي وسائل الإعلام مع الأسف وعلى الرغم ان الجانب الانساني يعد صلب الاهتمام الصحفي الحقيقي وجوهر الرسالة الإعلامية ومرتكز التقييمات المرتبطة بمهنة المتاعب في بلد المتاعب كوطني المختطف اليوم وللعام الخامس على التوالي من قبل قوى برجماتية انتهازية وتجار حرب أصبح لهم مع الأسف ممثلين ووسائل إعلام تطبل لدمويتهم المقنعة.
والمؤسف ان نصف المشاركين بالدورة والورشة – مع كل الاحترام للجميع – جاءوا من تركيا والقاهرة وبيروت خلافا، لادبيات الورشة التي من المفترض انها موجهة للصحفيين العاملين باليمن وليس اللاجئين بدول خارج اليمن.
والصدمة الأكبر بالنسبة لي أنني لم أجد أيضا بين الحضور، أي من الصحفيين المشتغليين ميدانيا على القضايا الإنسانية كما هو المفروض، ولا من لهم رصيد صحفي في هذا الجانب ولعلي من أولهم ، بل ان كل الحاضرين باستثناء شخصي المشارك لأول مرة، وجوه صحفية مكررة، يحتار اي شخص في إيجاد اي معايير اختيار لهم غير التوصيات والصداقات الشخصية والاعتبارات السياسية والمناطقية والحزبية أو اتقاء شرهم وردة فعلهم الإعلامية على اي محاولة لتغييبهم عن أجواء الرحلات الترفيهية والزيارات الخارجية لا أكثر ولا اقل، وهذا امر خطير ومعيب بحق كل الزملاء الصحفيين المستحقين للمشاركة في مثل هذه الدورات والورش للاستفادة الحقيقية وافادة المجتمع والآخرين معهم، وليس لاتخاذ مثل هذه الفرص القيمة، كمناسبات سياحية وترفيهية يمنحها الشريك او الشركاء المحليين للوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام لاصدقائهم وكل من هو ضمن الشلل الصحفية بعيدا عن أي اعتبارات صحفية او أخلاقية ومهنية.
ولأن أمرا خطيرا كهذا لايجب ولايمكن السكوت عليه واستمراره على حساب رجال شرف رسالتنا الصحفية المقدسة، فقد كان لزاما علي ان لا اكتفي بشرف نيلي ثقة صحفي ضمن شلة الرحلات الترفيهية الخارجية على حساب زملاء المهنة الحقيقين في الميدان الصحفي الحقيقي وبين مخاطر الموت والحرب والجوع والحصار فقد كان لزاما علي ان التقي بالمسؤولين عن هذا العبث المهين والتغييب الفاضح للزملاء الصحفيين الفاعلين حقيقة على الأرض،باعتبار ان فرصتي هذه لن تتكرر ولا اتشرف بتكرارها مالم يتم إعادة النظر في الشركاء المحليين وسياساتهم الغريبة والمقرفة في الاختيار المناطقي للزملاء الصحفيين.
وبالفعل والحمد لله، قابلت أكثر من مسؤول وصولا إلى مدير الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام ووضعت معه النقاط على الحروف وطرحت عليه كل هموم الواقع الصحفي والتغييب الممنهج للصحفيين الميدانيين الحقيقيين غيري وغير أغلب المشاركين في الورشة وأكثر انشطة وبرامج ودورات الوكالة في اليمن نظرا لوجود سياسة تهميش انتقائية ومناطقية وسياسية مقرفة، في اختيار المشاركين خلافا لشروط حيادية وكفاءة ومهنية واستقلالية شريك الوكالة عند اختياره للمشاركين.
وعليه ابشر كل الزملاء المحاربين والمهمشين والمحرومين من الدورات الصحفية الخارجية والداخلية أنني توصلت إلى نتائج طيبة وتفاهمات مبشرة مع قيادة الوكالة وان الامور لن تستمر على ما كانت عليه بإذن الله من فوضى وبلطجة مهينة بحق كل صحفي حقيقي يحترم نفسه في بلده.
وعليه.. أتمنى أن تصل رسالتي بكل ود واحترام إلى كل معني بها بعيدا عن التسميات والشخصنة والاتهامات، فليس بيني وبين احد ماقد يثير شكوكه عن دوافع تحركي ومقالي هذا الذي اكتبه الان من وسط زملائي المشاركين الذين تشرفت بمعرفة بعضهم على هامش الدورة ولهم فقط حق اعتذاري على اي كلمة قد يفهمونها تقليلا بحقهم.
ودمتم جميعا زملائي وأصدقائي بكل ود وسلام