كريتر نت / كتب / خلدون البرحي
ديد ديد قعطبي ترنيمة كانت تؤسس لتوقيت معين لليوم الدراسي ومازال الكثير يتذكرها ويرددها بكل حب وحنين لمرحلة معينة من حياة التعليم في منطقة الخداد والمناطق المجاورة . ومن مراحل مؤسسة النقل البري تلك المؤسسة الوطنية العريقة .
في طفولتنا كنا عندما نسمع بوق ( هون) الباص التاتا مرتين في اليوم صباحا وهو يأتي بالطلاب من قرى جنوب منطقة الخداد وقرى شمال المنطقة وفي منتصف النهار يأتي ليعيد الطلاب إلى قراهم .
وفي المرحلتين كنا نسمع هون الباص الذي كان يقوده الوالد القعطبي وخاصة في الظهيرة ونحن ننتظره لكي نركب إلى المدرسة مرددين بعد الهون قعطبي . حتى عندما كنا نركب الباص مع الوالد همن ويقوم بإطلاق هون الباص كنا نردد قعطبي .
حتى أصبحت هذه الترنيمة جزء من حياتنا اليومية أثناء العام الدراسي . ومازالت جزء حاضر فينا لتلك المرحلة حتى اليوم .
ويتذكرها الاباء والأمهات وكل من عايش مرحلة النقل المجاني للطلاب من قرى العند الشقعة زائدة كود العبادل وقرى الزيادي الكدام القريشي الهجل إلى مدرسة الشهيد شائف مسعد سابقا 26 سبتمبر حاليا .
مرحلة لا تضاهيها اي مراحل ظلت حاضرة بحضور تلك الترنيمة الرائعة والتي سكنت قلوب الناس الصغير والكبير في كل نواحي قرى شمال الحوطة حتى هذه اللحظة ولا يخلو أي مجلس لذكريات الزمن الجميل من ذكرى تلك الحقبة وتلك الترنيمة التي مازالت عالقة حتى اليوم .
واليوم الجمعة 11 / 10 / 2019م ترجل صاحب الترنيمة ديد ديد قعطبي “احمد عبيد عمر” الملقب (بالقعطبي) ليلاقي ربه بعد حياة حافلة بالحب والاحترام للجميع ، ذلك الرجل الذي ترك بصمة جميلة في قلوب وعقول الأجيال .
رحل ولم يجد من يعالجه من المرض الذي ألم به ولم يجد من يوفر له حبت دواء غير أولاده . غاب قيادة مؤسسة النقل البري وتجاهلت أحد عامليها . ولم يكن لمكتب التربية اي دور تجاه أشخاص خدمو الوطن وخدمو طلاب العلم، وحتى في قمة المعاناة لم يطرق القعطبي أبواب المسؤولين أو يمد يديه لأحد نظير ماقدمه بقدر انتظاره جزاء الله له .
رحمه الله ورحم كل رجالات الزمن الجميل .