كتب : د / يوسف سعيد احمد
الضربات المتوالية التي توجهها ايران من خلال الدرون الذي جرت العادة ان ينسبة الحوثيون اليهم.
في حين تقول المصادر الامنية والاعلامية العالمية ان الطائرات بدون طيار التي انطلقت يوم امس جاءت من العراق وليس من اليمن واستهدفت معلمين في محافظة ابقيق تمثل قلب صناعة النفط في السعودية ، وبحسب كل المقاييس فقد كانت الضربات التي تولتها سبع طائرات مسيرة موجعه وباهضة التكلفة على صناعة النفط السعودي حيث تسببت في اخراج 5 مليون برميل من إنتاج النفط ولمدة اسابيع وربما اشهر وتوقعات برفع أسعار النفط على المستوى العالمي. بعد ان أفتقدت اسواق النفط العالمية الى الفائض النفطي الذي كان تحققة السعودية عدا عن الاثر غير المباشر على شركة ارامكو العملاقة اكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة حيث ستخسر جزء كبير من قيمتها السوقية المتوقعة عند البدء بتسجيلها في البورصة العالمية وبيع 5% من قيمتها بشكل اسهم كما هو مخطط بموجب رؤية المملكة ٢٠٣٠ وهذا الاخير هو ماتتمناة الولايات المتحدة الامريكية ذاتها .
وبذلك تكون ايران نجحت في ضرب الصناعة النفطية السعودية ردا على العقوبات الامريكية عليها والتي سبق ان هددت ان الدول المجاورة التي دفعت او صفقت للعقوبات الامريكية ضدها في المنطقة ستدفع الثمن غاليا .
لكن لماذا الولايات المتحدة بعد كل ضربة توجه لصناعة النفط السعودية يكون ردها باهتا لايزيد عن اتهام ايران بالمسؤولية. فاقصى مافعله الرئيس ترامب ليلة البارحة بعد هذه الضربة الاخيرة الموجعه ان قام بالاتصال بالامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة تماما كما فعل في الضربات السابقة في حين ان وزير خارجيتة قام بادانة ايران لهذا الهجوم دون تهديد باتخاذ اجراءات عسكرية ضدها.
هناك اسباب ذات صلة في هذا السياق وهي ان الولايات المتحدة لم تعد تهتم كثيرا بمايجري من عدوان ايراني على البنية النفطية في المملكة او حتى على غيرها من الدول الخليجية عدا ماتقوم به ايران من تهديد لناقلات النفط في مضيق هرمز وهو مضيق عالمي لاتسمح القوانين الدولية باستباحتة او وقف مرور ناقلات النفط عبرة .
في الواقع كانت الولايات المتحدة قبل سنوات تعتبر حصول مثل هذا تجاوز للخط الاحمر الذي رسمتة وينذر بعواقب وخيمة حينها كانت مستعدة ان تخوض الحرب للدفاع عن المملكة و نفط الخليج الذي تعتبرة الشريان الحيوي لصناعتها وللعالم واي تهديد له يعني تهديد استراتيجي لها لكن هذا الزمان كمايبدو قد ولى واصبح مجرد تاريخ وكما صرح الرئيس ترامب قبل اسابيع .
حينما قال “ان الولايات المتحدة لايمكن ان تدافع عن مصالح دول اخرى مستهلكة للنفط الخليجي وينبغي على هذه الدول حماية ناقلات النفط المتجهه اليها ” والمقصود الدول الاسيوية وفي المقدمة الصين المستهلك الاكبر للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية . ياتي التغير في الموقف الامريكي بعد ان اصبحت الولايات المتحدة اكبر منتج للنفط في العالم بل لقد نجحت مؤخرا في تدنية تكلفة انتاج البرميل من النفط الصخري وهو ما اتاح لها التحكم في المعروض النفطي في الاسواق العالمية ويستتبع ذلك في اسعار برميل النفط العالمي وان على المدى القصير .
لكن في سياق متصل يبقى السؤال الاهم في ضوء معطيات التطورات العسكرية هو لماذا فشلت اسلحة الباتريوت الامريكية المتقدمة في اسقاط الطائرات المسيرة الايرانية وهل تمتلك الولايات المتحدة بدائل تكنولوجية سريعة تمكنها من وضع حد لهذه الهجمات الايرانية المتكررة على حقول ومواقع النفط في المملكة حليفها الاوثق في المنطقة واخذا بعين الاعتبار اهمية صناعة النفط في استقرار الاقتصاد العالمي والذي تشكل المملكة العنصر الفاعل فيه لكن علي ان اشير ان الولايات المتحدة الامريكية كما يبدو في قد فقدت وهجها فلم تعد في عصر التطورات التكنولوجية المتسارعة هي اللاعب الوحيد المتحكم في هذا العالم ومايجري مع ايران واحد من هذه الامثلة.















