بدر العرابي
كل مساء، حينما يتلاشى صخب البرية، ويسكب آخر قطرة حضور _أسمع قرع حذاء الموت، حين يبدأ رحلة اصطياد الأحياء.. كل مساء يمر الموتُ حاملاً عدَّته على حقيبة ظهر.. يقترب من رأسي ، فأدسُّ رأسي تحت وسادتي… وأكتم أنفاسي، حتى أسمع تلاشي قرع حذائه بعيداً بعيداً.
البارحة، وكعادته، حينما اقترب قرع حذائه من رأسي_وقف الصوت واختفى، مثلما يختفي نبض القلب الانبساطي من سماعة طبيب يجسُّ مقدار ضغط دم أحد مرضاه.. كنت قد دسستُ رأسي كعادتي كل مساء، تحت وسادتي وكتمت أنفاسي، لكن اختفاء قرع حذاء الموت فجأة بالقرب من رأسي، جعلني أستنفر رعباً.. هل حان قدري؟ وهل آن للموت بأن يفرغ نبض قلبي في حقيبة ظهره ويمضي باحثاً عن كمية النبض التي اعتاد اصطيادها كل مساء؟
لكن فجأة عاود قرع حذاء الموت، يتدفق لمسامعي متلاشياً بعيداً بعيداً.
تحسستُ نبضي فأذا به يصخبُ بجنون في الداخل، تلمستُ كل أعضائي، فوجدتها كلها سليمة.
يايييييييييييييي ما أزال حيَّاً ياييييييييييي