كريتر نت / صحف
قطع البيان الإماراتي السعودي المشترك أخيراً ألسنة الشك وحسم تأكيد أطر التآخي والمصير المشترك الذي تواجهه الدولتان في ظل التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن قادة الدولتين يدركان مصيرهما المشترك، وسط تعاظم التحديات السياسية في الكثير من الملفات المشتركة على رأسها الملف اليمني الآن.
قلب واحد
صحيفة “الرياض” السعودية عبرت عن التقارب السعودي الإماراتي بجملة واحدة وهي “قلب واحد”. وأشارت الافتتاحية إلى أن الرياض وأبوظبي تسعيان دوماً إلى وضع نموذج حقيقي لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات البينية العربية التي هي في حدها الأدنى من التوافق والتناغم.
وقالت الافتتاحية إن “العلاقات السعودية الإماراتية تمثل حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها أمام مشروعات التطرف والفوضى والفتنة والتقسيم، ورأت الافتتاحية أن ما يجري من تعاون بين الدولتين في اليمن يعكس تجسيداً لهذا التعاون وأشكاله المختلفة”.
وأوضحت الرياض أن الوقت الحالي لا يسمح بشق الصف عوضاً عن بث روح الانقسام التي لا تخدم إلا المشروع الإيراني في اليمن. وانتهت الافتتاحية بالقول: “المطلوب الآن هو عودة الاستقرار لليمن وإعادة اليمن إلى حاضنته العربية”.
الحوثيين وحزب الإصلاح
وعن خطورة ودقة الوضع في اليمن جاء مقال السفير أحمد الحوسني بصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، مشيراً إلى أن البيان الإماراتي السعودي المشترك الصادر أخيراً، يؤكد على استمرار الجهود المشتركة لإغاثة الشعب اليمني، واستنكر حملة التشويه ضد الإمارات على خلفية أحداث اليمن الأخيرة.
وقال الحوسني إن “هذا البيان المشترك أغلق الطريق على الميليشيات وأشباه الدول التي تروج للفتنة بين اليمنيين، بهدف عرقلة تحرير اليمن من قبضة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، ولإطالة أمد الحَرْب”.
وأوضح إنه “يمكن لأي متابع للشأن اليمني، أن يقرأ تقاطع “حزب الإصلاح” الإخواني وجماعة الحوثي في عدة وقفات، تأكيداً لما يجمع بينهما من أهداف، وعلى رأسها إفشال منطق الدولة الوطنية في اليمن، وإحداث الفوضى.
وحذر السفير الإماراتي من تقارب الحوثيين وحزب الإصلاح، مشيراً إلى أن كلا الطرفين يخشى من أن يصبح الجنوب طرفاً سياسياً يدخل في نظام الدولة الوطنية كنموذج ليمن جديد، ما يشكل إحراجاً للحوثي الذي ينفذ سياسة إيران المعروفة بمعاداتها للدولة الوطنية وللنظام الدولي، وتمنى السفير الإماراتي توزيعاً عادلاً للثروات من أجل الوصول لصيغة عادلة للحكم في اليمن دون أي تفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
رسالة واضحة
وفي مقال للكاتب محمد خلفان الصوافي عن أهمية البيان المشترك بين وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، قال الصوافي في المقال الذي نشرته صحيفة “البيان” الإماراتية إن “موقف الدولتين من مساعي بعض القوى السياسية اليمنية في إشغال الرأي العام العالمي كان واضحاً في أكثر من نقطة، وهو ما يتجلى يومياً الآن في ظل هذه التطورات”.
وأشار إلى أن اسم دولة الإمارات بات يترادف ويتردد دائماً مع ذكر المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح في كل مشهد سياسي أو اقتصادي، وأصبح الأمر كأن من يتكلم عنهما يقصد بأنهما دولة وسياسة واحدة، وهذا تأكيد على طبيعة العلاقة التي وصلت بينهما إلى حد تكامل الرؤية ووحدة المصير.
واختتم الصوافي مقاله مشيراً إلى أن “مثيري الفوضى في اليمن سواء من حزب الإصلاح أو غيرهم لن ينجحوا في محاولتهم المساس بدولة الإمارات وبالتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، حيث قطعت عليهم دول الحلف العربي مشروعهم بهذا البيان الذي وضع النقاط على الحروف.
معركة مشتركة
وأن كانت هذه آراء الكتاب الإماراتيين فإن عدداً من الكتاب السعوديين أبدوا اهتماماً واضحاً بهذه العلاقات مؤكدين أن معركة اليمن كشفت عن أهمية التعاون الإماراتي السعودي بشكل جلي.
وقال الكاتب السعودي مشاري الذايدي إن الأزمة اليمنية الحالية، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، كشفت عن علل يجب علاجها.
وأشار في مقال له بصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن الغاية من وجود التحالف بقيادة السعودية، ومعها الإمارات ودول أخرى، هو هزيمة الانقلاب الحوثي، وإعادة الحكم الشرعي لليمن والتصدي للتهديد الإيراني.
وقال الذايدي إن “هذا التهديد (الانقلاب الحوثي) يؤكد أن السعودية والإمارات تواجهان معركة مشتركة في اليمن للتصدي للحوثي الذي يغرف من ماء الخميني وخامنئي ونصر الله وأمثالهم.
ووجه الكاتب حديثه للمجلس الانتقالي الجنوبي قائلاً: “يجب على هذا المجلس الاستجابة الفورية للدعوة السعودية إلى مؤتمر جدة، التي أطلقتها قيادة التحالف العربي، ومناقشة كل الأمور هناك على طاولة جدة، كل الأمور، لكن تحت سقف هذه المعركة الواضحة التي لا يجوز تشتيت الأنظار عنها بمعارك وهمية في أي موقع.