كريتر نت / متابعات
كتب رند أبوعوض ( 24 ) :
تطبيقاً لما زرعه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من عطاء وإنسانية ووفاء في السياسة الإماراتية، انتهجت الدولة دوراً إنسانياً هاماً في دعم اليمن وتخفيف معاناة شعبها عبر عدد كبير من الحملات والمبادرات التي شملت كافة مناحي الحياة للمواطن اليمني وعملت على تعزيز استقراره.
برز بشكل لافت مدى الدور الإنساني الكبير للإمارات في اليمن مع إعلان الأمم المتحدة تصدر الدولة المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني خلال 2019 من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن.
حزمة مشاريع
وبلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني منذ عام 2015 إلى يونيو (حزيران) 2019 أي ما يقارب 20.53 مليار درهم، إذ استحوذت المساعدات الإنسانية على 34% من إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن، بينما استحوذت المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشاريع دعم إعادة الاستقرار على 66% من قيمة المساعدات، وذلك ضمن حزمة من مشاريع الإنسانية والتنموية لرفع معاناة عن الشعب اليمني ومساعدته للعيش بأمن واستقرار.
وشملت المساعدات المقدمة من الإمارات عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، 15 قطاعاً رئيسياً من قطاعات المساعدات، و49 قطاعاً فرعياً.
وواصلت الإمارات جهودها الإنسانية الرامية إلى دعم القطاع الصحي في اليمن وتزويده بالمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة، إذ تضمن الدعم الإماراتي للقطاع الصحي في اليمن خلال النصف الأول من العام الحالي، افتتاح وإعادة تأهيل مستشفيات ومراكز صحية متخصصة، وبرامج لمكافحة الأمراض والأوبئة، مروراً ببرامج تأهيل الكوادر الطبية، والتكفل بعلاج الحالات الطبية خارج اليمن.
وأعادت الإمارات تأهيل 23 مستشفى ومركزاً صحياً في محافظات اليمن المحررة، حيث شملت 6 مستشفيات في تعز وحضرموت، و11 مركزاً صحياً في الساحل الغربي وحضرموت، فيما أعادت تأهيل قسمين متخصصين في عدن وسقطرى، إضافة إلى 4 عيادات في الساحل الغربي وعدن، وقدمت الإمارات في الفترة ذاتها دعماً لـ200 حالة إنسانية، و300 من جرحى اعتداءات ميليشيات الحوثي الإرهابية، فيما سلمت وزارة الصحة اليمنية 9 حاويات أدوية ساهمت في تخفيف معاناة الآلاف اليمنيين.
كما بدأت الإمارات تنفيذ مشروع تأهيل وترميم مستشفى المخا العام، وافتتحت في مديرية الموزع في تعز، وحدة صحية ومركزاً للأمومة والطفولة مع شحنة أدوية ومكملات غذائية للأطفال، وفي منطقة الغويرق تم تدشين عيادة طبية متنقلة رابعة.
معالجة المرضى
ولم تكتفي الإمارات بقيام مشاريع تأهيل وترميم للمستشفيات اليمنية فقط، بل تكفلت أيضاً بمعالجة المئات من اليمنيين بمستشفيات الدولة ومصر والسودان والهند والأردن، حيث شهدت الـ6 أشهر الماضية وحدها إرسال 3 دفعات جديدة من المرضى والحالات المستعصية، حيث تكفلت الدولة في مارس (أذار) الماضي بعلاج 62 مريضاً في مستشفيات الهند، ثم ألحقتهم بـ 24 شخصا في يونيو (حزيران)، كما نقلت أعداداً من المرضى لتلقي العلاج في مصر، كما وارتفع إجمالي عدد الحالات التي تم التكفل بعلاجها في الخارج إلى أكثر من 11 ألف حالة.
ومن الجدير بالذكر أن الإمارات كانت قد دشنت بداية “عام التسامح” بوصول شحنة أدوية تزن 25 طناً إلى ميناء عدن لتوزيعها على المراكز الصحية في الساحل الغربي، كما افتتحت العيادة الطبية لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وطالت جهود الإمارات الإنسانية القطاع التعليمي، لما له من اهمية في بناء الوطن وإنشاء جيل واعد ومتعلم، حيث أعادت الإمارات تأهيل العديد من المدارس التي دمرت جراء الحرب والاستهداف المباشر لمليشيات الحوثي الإيرانية للمنشآت التعليمية بالقصف أو بتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
وقدمت الإمارات والسعودية منتصف مايو (أيار) الماضي، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” دعماً بقيمة 70 مليون دولار للمعلمين والمعلمات اليمنيين الذين توقفت مرتباتهم، وذلك بهدف سد الفجوة في قطاع التعليم اليمني، وضمان استمرار المدارس في أداء مهامها وفتح أبوابها أمام الطلبة.