كتب .. ماجد الداعري
ايران بلد كبير جغرافيا ومترامي الأطراف والقدرات، وشعب وجيش متعودان على طول أمد الحرب، خلافا للكيان، وصاحب تجربة نفس طويل، بعد أن صمد ٨ سنوات أمام العراق، وكسب في تلك الحرب، تجارب وخبرات وطور قدراته العسكرية والاقتصادية بشكل كبير يمكنه من خوض اي معركة بنفس طويل وذلك من خلال:
استفادته من الحصار العسكري والاقتصادي المفروض عليه، في التوجه نحو الزراعة وتطوير الصناعة وتحقيق شبه اكتفاء ذاتي بأهم المواد الغذائية الرئيسية وصناعة قرابة ٩٠%من الدواء وعدم استيراد أي أدوية من الخارج.
استثمار قدراته البشرية وتسخير امكانياته الاقتصادية وثروته النفطية الكبيرة في احداث ثورة صناعية لتعويض أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الخارجية للبلد.
تسخير مليارات الدولارات لتصنيع أكبر ترسانة صاروخية ومسيرة في المنطقة ودعم التوجه الاستراتيجي للدولة نحو امتلاك القدرات النووية وتوفير البنى التحتية وشراء عدة مفاعلات نووية، وصولا إلى أعتاب آخر مراحل إجراء الاختبارات الإشعاعية النهائية لإنتاج قنابل نووية من المتوقع أن تفاجأ العالم قريبا بامتلاكها، بعد الهجمات الإسرائيلية التي منحتها حق السير في استكمال آخر مراحل تصنيعها في مفاعلات آمنة محصنة، والانسحاب من اتفاقية عدم الانتشار النووي وطرد المفتشين الدوليين للطاقة النووية، لفشلهم في حماية مفاعلات برنامجها النووي السلمي الخاضع لحماية الوكالة الدولية للطاقة النووية، وبروز حاجة مصيرية لامتلاكها سلاح ردع يوقف العدوان الإسراطيلي الأمريكي عليها، ويجعلها قادرة على حماية مقدرات شعبها ومصالحه.
ولذلك فإن الحياة والحركة التجارية في طهران والمدن الإيرانية تسير بشكل طبيعي باستثناء دوي الغارات والانفجارات المتعلقة بالدفاعات الجوية الإيرانية او القصف والغارات الإسرائيلية، لكنها لم تصل لإغلاق المتاجر والمصانع والحركة المرورية والتسوق، وتعطل العمل في المؤسسات والشركات والمحلات والمواصلات كما هو الحال في المدن الإسرائيلية الخاوية على عروشها لليوم الثالث، نتيجة استمرارهم في الملاجئ خشية الصواريخ والمسيرات الإيرانية الحوثية التي تتساقط فوق مدنهم ليلا ونهارا.. وبالتالي تعطل كل الدولة وتوقف الحركة وتعطل العمل بالمطارات والموانئ والمنشآت والشركات والمصانع والغاء الرحلات، وتكبد الدولة نتيجة ذلك للمليارات من الدولارات يوميا، مايجعل الاستمرار في تلك الحرب وتلقي موجات الصواريخ؛ قرارا كارثيا كفيلا بانهيار الدولة في غضون بضعة أشهر، خاصة مع استهداف قطاع الطاقة ومنشآت استراتيجية في حيفا وتل أبيب ومحطة تزويد أوربا بالغاز وبالتالي حرمان الكيان من استمرار تدفق ملايين الدولارات إليه يوميا من بعض منشآته الاقتصادية المقصوفة او المعطلة عن العمل بفعل حالة الطوارئ وانتقال ٨ ملايين إسرائيلي للعيش بالملاجئ تحت الأرض بمن فيهم قادة الجيش والأمن وعائلاتهم.
وهو مايجعل إيران في موقف القادر على تحمل إطالة الحرب للاستمرار في توجيه ضربات انتقامية تدميرية رادعة للكيان، وكفيلة بدفعه للإحساس بحماقة قراره في بدء الهجوم وتنفيذ مسلسل اغتيالات موجعة وصادمة وبجرأة منفلتة وغير متوقعة لقرابة عشرين من كبار القادة العسكريين والامنيبن و١٤ عالم نووي إيراني لا يمكن تعويضهم، كما هو الحال بالنسبة للقادة العسكريين والامنيبن.
لماذا رفضت إيران كل وساطات وقف الحرب حتى تحقيق كامل أهدافها الانتقامية والرادعة للكيان؟!