بقلم/ مسعد عكيزان
“ماحد عليها بسالي”
الساعة فراغٌ يلتهمنا جميعا، والأرواح تكاد تفر من أجسادنا احتجاجا على حياة تستجرنا دون أن نشهد أدنى إنجاز حتى على الصعيد الشخصي.
على قارعة الطريق جلسنا نتجاذب أطراف الهموم التي نكابدها وتشكل تفاصيل يومياتنا المهملة والتي لم تجد لها حيزا حتى على هوامش الحياة.
البعض يعاني من فراغ استثنائي رغم امتلاكه لمقومات حياة كريمة، والبعض الآخر لديه إمكانات لم تسعفه ظروفه لاستغلالها على ما يجب.
وهناك أيضا من لم يجد هذه ولا تلك فغدى كالفاصلة بين الكلمات.
تمر اللحظات وعلى الطرف المقابل في الشارع صوت أم كلثوم يبدد حالة الصمت كحالة تفريغ أخرى لم يجد صاحبها أذنا تصغي لهمومه المتناثرة على الطرقات بطائق تعريف لحياة مهدرة.
يشاطره عابرٌ آخر أطلق لاستديو تلفونه العنان ليصدح بأغنية أخرى لام كلثوم.
جو وجداني لم يجد المشاعر لتلقفه أو التفاعل معه، فالكل قد أنسته معاناته شيء اسمه المشاعر فتبخرت الموسيقى في الهواء دون أن تلفت انتباها.
الجميع يعانون، وكل واحد لديه قاموسه الخاص لمفردات معاناته، والعامل المشترك هو حياة تقضمنا دون أن نعي أننا الوقود للوقت الذي نتصور مخطئين أنه ملكنا.
السبت 20 يوليو2019م