كريتر نت / BBC
واصلت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، التعليق على التوتر الحاصل في منطقة الخليج واحتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز رداً على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق أثناء عبورها في طريقها إلى سوريا. وتباينت تحليلات الكُتّاب وافتتاحيات الصحف في تقدير الأوضاع الحالية.
ففي حين استبعد بعضهم أن تهدأ الأمور في القريب العاجل، يرى آخرون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يناور من أجل أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية. فريق ثالث رأى أن التطورات الأخيرة باحتجاز الناقلة البريطانية أظهرت قوة إيران في الرد بالمثل وعدم قدرة بريطانيا على حماية سفنها.
كما استمرت صحف سعودية في الإشادة بقرار الملك سلمان باستقبال قوات أمريكية في المملكة “لضمان الأمن في المنطقة ومواجهة إيران”.
أهداف ترامب
تقول صحيفة “العرب” اللندنية إن إيران “تتحرش بخصومها الغربيين، لمعرفة إلى أي مدى يمكن لها التحرك في الخليج من دون عقاب بطرق تتفادى إشعال الحرب، بدلا من الاشتباك مع جيش أمريكي قوي، لكن يبدو أنها تزيد من أخطائها وسوء تقديرها، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى نشوب نزاع مسلح له تداعيات عالمية”.
ويرى محمد بركات في “الأخبار” المصرية أن “الانتظار أو الأمل في ركون الأوضاع في منطقة الخليج العربي إلى الهدوء في القريب العاجل هو نوع من الوهم لا أساس له من الصحة، ولا إمكانية لتحققه في ظل المعطيات المتاحة والقائمة حاليا على جانبي الصراع”.
وفي الوقت ذاته يرى أنه “بات مؤكدا أنه لا رغبة ولا سعيا حقيقيا لدى الولايات المتحدة أو أي من حلفائها، وعلى رأسهم المملكة المتحدة في الانزلاق إلى هاوية الحرب على إيران، وأيضا لا نية ولا سعيا لدى إيران للحرب مع أمريكا أو بريطانيا أوغيرها”.
ويرى حمادة فراعنة في “الدستور” الأردنية أن الرئيس ترامب يسعى من وراء “مناوراته” مع إيران إلى تحقيق أربعة أهداف. الهدف الأول هو “العمل على التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران يرتبط باسمه وبالجمهوريين”؛ والثاني هو “توفير اتفاق تستفيد منه الشركات الأمريكية الممنوعة من العمل في إيران نظرا للقانون الأمريكي الذي يمنع الاستثمار مع دولة راعية للإرهاب، وهي حصيلة استفادت منها الشركات الأوروبية إثر التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران”.
الهدف الثالث هو “التوصل إلى اتفاق يلبي شروط ورغبات اللوبي الصهيوني المتنفذ لدى إدارة ترامب”؛ والرابع هو “العمل على ابتزاز جيران إيران وبيعهم أكبر قدر من السلاح والخبرات وإدامة الرعب من ‘البعبع الإيراني'”.
بريطانيا “غير قادرة”
وتستنتج “القدس العربي” اللندنية من مطالبة بريطانيا السفنَ التي تحمل علمها بالحذر لدى عبور مضيق هرمز بأنه “نوع من الإقرار بأنها غير قادرة على حمايتها”. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: “من الواضح أن الجرأة الإيرانية، وعملها بطريقة ‘العين بالعين والسن بالسن’، وقدراتها الواضحة على التحكم بمضيق هرمز، والهجمات بالطائرات المسيرة على المطارات والمواقع السعودية، أدت إلى تراجعات واضحة في موقف خصومها ، وكذلك الموقف الأوروبي الذي يحاول إبعاد نفسه عن النزاع”.
وتضيف: “لقد أدى انسياق لندن إلى هذه المواجهة إلى انكشاف قدراتها العسكرية المحدودة في حماية أكثر من 15 سفينة تحمل علمها وتمر في مضيق هرمز يومياً، وسيكون هذا أول الامتحانات التي ستواجه رئيس الوزراء البريطاني المقبل، ولعله لن يكون أكبر الامتحانات، فبريطانيا مقبلة على أوضاع صعبة ستحدد موقعها السياسي والاقتصادي في العالم”.
من ناحية أخرى، تشيد جريدة “الرياض” السعودية بسماح الملك سلمان بن عبد العزيز بوجود عسكري أمريكي في المملكة “للمساهمة مع المملكة في استتباب الأمن وضمان الحفاظ على مقدرات الشقيقات الأخرى من الدول المجاورة التي باتت تتوجس من حماقات النظام الإيراني”.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: “واضح أن أمريكا والمملكة عازمتان على التكاتف والتآزر وتوثيق عرى الاتحاد والتحالف بينهما لمواجهة النظام الإيراني الفاشستي، دون النظر لتلاعباته ولامبالاته بالأنظمة الدولية والضوضاء الجوفاء التي يمارسها مع الجميع لكسب الوقت دون تقديم أفعال حقيقية تعكس صفاء نياته ومواقفه”.