كتب : عبدالستار سيف الشميري
الحرب على أعداء الحياة لن ينتصر فيها إلا الذين يحترمون الحياة ويصونون حرية الانسان ، وممتلكاته وكرامته ومالم يتم ذلك فان كل التضحيات تذهب لصالح تجار الحروب والسلاح؛ وهذا مايتم فعلا في مدينة تعز،
فقد تشكلت سلطة أمر واقع هي وجه آخر للحوثي إن لم تكن أكثر قبحا، وهي كذلك الوجه الآخر للفساد والإستبداد.
فقد وصل الأمر لملاحقة ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي من المواطنين العاديين بعد إخلاء المدينة من كل قادات الرأي والتعبير بالإرهاب أو التصفية أو الاختطاف.
الأدهى من ذلك كله تشكيل مافيا فساد جديدة تتمثل في تجارة وبيع الاغاثه وتهريب السلاح ونهب موارد الدوله، وفتح محلات صرافه وجامعات ومدارس خاصه تتمتع بامتيازات لا محدودة وتقام في مقرات وموسسات الدولة التي هي ملك الشعب.
ومن خلال دعم التحالف والحكومه يتم إثراء أشخاص وقيادات الحشد الشعبي وحرمان الجرحى والمرابطين في الجبهات من حقوقهم .
كما هو مزعوم في المعركة الوهمية الأخيرة (قطع الوريد) تسلم المحور خمسه مليار ريال ذهبت ادراج الفساد،وتم التضحية بكوكبة من شباب تعز ثمنً لذلك كما هو الحال في كل عملية دعم مالي يتسلمها الإخوان باسم التحرير،تقام مناورة لفوترة المبلغ ثمنها دماء الشباب البسيط المخلص الذي يزج به كوقود لمغامرات المقر وقياداته .
في الحقيقة ليس هناك جيش وطني في تعز كل مافي الامر
هو عبارة عن جماعات مسلحة تحت مسمى جيش وطني بتشكيلات وهميه لا علاقه لها بالجيش ولا بالوطنية، وانما تتبع جماعة الحشد وادوات المقر، مع بعض الهامش لأفراد لا يتبعون الإخوان من باب الحذلقه واعطاء تغطية أن الجيش فيه من شباب تعز ، وادل على ذلك أن ضباط الجيش خارج الجيش تماما الا في تشكيلات اللواء 35 وبعض تشكيلات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة رغم اختراق هذه القوات الثلاثه من الحشد الشعبي بطرق مختلفه ومضايقة عملها ومحاولة السيطرة عليها وابتزازها بالدعم المخصص لها وتاجيله؛ لأنه يأتي عبر المحور، والمحور خاضع لسيطرة المقر واوامره اليومية .
ومع دوامة الفوضى التي تعيشها المدينة كنتاج طبيعي لهذه السلطة المليشاوية ؛تشكلت عصابات بسط على الأراضي
بطريقه متسارعه لاسيما املاك المغتربين والمعارضين ويتم ابتزاز البعض بدعوى الحماية وغير ذلك ومقاسمة آخرين أملاكهم، ومن المضحك أن بيوت في تعز للمغتربين يتم تأجيرها من هذه العصابات واستلام الايجار دون أي خوف اوخجل.
وباختصار شديد أن سلطة الأمر الواقع تعزز تواجدها من خلال قيادة المحور والسلطة التنفيذية والأمنية والعسكرية، وتعمل على تحويل تعز الى إمارة خالصة للإخوان بقوة السلاح والارهاب.
مدينة كاملة تُحاصر من الخارج وتسرق من الداخل،وتصمت الحكومه والرئاسة على ذلك صمت ليس له مبرر سوى الخضوع لمقايضات ثمنها تعز ومدنيتها ، لم يعد هناك من مؤسسه يمكن الوثوق بها أو مخاطبتها لانقاذ تعز المدينة غير البرلمان من باب الإفراط في التفاؤل حتى يثبت العكس، ونقبره ونصلي عليه حينها.
لذلك على البرلمان أن يضع ملف الفساد وما يحصل في في تعز من اولوياته لأنه المؤسسه الوحيدة التي يمكن أن يعول عليها في ظل فقدان الثقه بموسسات الدوله الكبرى ، لاسيما واكبر كتله فيه من تعز مالم يقم بذلك كأقل واجب يكون وجوده عدم .
ونضع بين يدي البرلمان هذه الاسئله البديهية ، هل من الحكمة محاربة مليشيات واستبدالها بأخرى. ؟
هل يمكن عمل ادوات رقابه للنهب للموارد والدعم؟
معظم السلاح يذهب للبيع والمخازن ،ومعظم الدعم المخصص للجبهات والجرحى يسرق عبر جمعيات ومؤسسات خاصة؛فيما المدينة تصارع الفقر والعصابات والامراض،
هذا هو دور البرلمان الذي نأمل وننتظر حتى حين.
لكن يبقى بايدينا جميعا سلاح مهم هو استمرار حملات فضح جماعة الحشد وخلايا الإخوان وهو السلاح الذي يعول عليه وقد أثبت فعاليته، وهو ما ينبغي السير فيه بكل الوسائل المتاحة.