كريتر نت / كتب / خلدون البرحي
سيذهب البعض مع عنوان المقال ضمنا والبعض سيرفض العنوان جملة وتفصيلا والبعض سيقف بين البعضين ، محاولا مراجعة العنوان تصديقا وتكذيبا ، ولا اخفي إمكانية اتهامي بمن يمارس الفساد واعكسه على الآخرين لغرض في نفسي .
وهنا لايمكن أن امنعهم مما قد اعتراهم فيما يخصني . لكن تظل الحقيقة أن الجميع يمارس الفساد مع سبق الاصرار والترصد وكلا من مكانه وموقعة ابتدأ من رب الأسرة وحتى اكبر مسؤول في البلد مع اختلاف حجم فرص الفساد وما يمكن أن يفسد فيه الجميع . ويبقى الفساد الأكبر فساد المسؤول الذي تحدق به العيون وتترصده المواقف في ظل هشاشة الدولة أو يمكن القول انقاذ الدولة التي ضعنا في دهاليز وجودها من عدمها حتى ضاعت هويتنا وهوية الأجيال المتلاحقة .
كيف لنا أن ننكر ذلك الفساد جملة وتفصيلا ونحن نلتحف مالا يمكن أن يغطي أجسادنا بسلطة الشرعية ، وهي توهمنا بوجودها منذ اربع سنوات عجاف لم تتمكن من توفير ابسط احتياج وهي الكهرباء .
وبعيدا عن هذا المنعرج البسيط نعود إلى صلب الموضوع جميعنا يمارس الفساد وهذا العنوان ليس رجما بالغيب فعندما يخفي الرجل رقم راتبه عن زوجته اليس هذا فساد أو يخفي ديونه المتعلقة بمجالس المقيل والقات ألا يعتبر هذا الفساد وللقارى أن يقيس على هذا المنوال وصولا إلى مرافق العمل بين الموظفين أنفسهم إلى إدارات المرافق الحكومية وغير الحكومية مرورا بإدارة شؤون المديريات والسلطات العلياء للمحافظات وصولا إلى الوزارات بكل موظفيها ولا يستثنى رئيس البلد ومن احاطه . سنجد الفساد في كل من ذكر أكان على مستوى الضيق أو العام الى من نظن أنهم ممن رحم ربي .
هنا تبدو الصورة قاتمة في عيون الجميع وأن حاول البعض أن يجملها في أن هناك من الأمناء من اذا تمكنوا من القيادة كانو خيرا لأنفسهم واهليهم والبلد . قد نذهب الى طرفا من القول . وعندما نفكر في واقع الأمر بعد تمحيص وحسابات رياضية وعمليات كيميائية واستنادات فيزيائية ستكون النتيجة أن تلك الفئة ستندس بادران الفساد حتى تصبح جزاءا مهما من منظومة الفساد . برضاء أو بغير رضاء .
ويجترني الحديث في هذه المقالة ما عانينا منه من فساد في السنوات الماضية قبل الحرب الأخيرة . فصدمنا بالاقربين يمارسون نفس الفساد اكثر من المفسد على وزن ملكيا اكثر من الملك نفسه والواقع اليوم خير الشاهدين دون تزكية . وهذا يدعونا لمراجعة أنفسنا قبل اتهام الغير وتعديل سلوكنا قبل بلوغ القيادة وقبل هذا وذاك إعادة صياغة ايمننا ونزاهتنا اذا ما أردنا أن يخرج من اصلابنا من يرفض الفساد مستقبلا .
ادامكم الله من الذين لا يفسدون