كريتر نت / كتب- عهد محمد
قد يكون هذا المثل شائع جدا يطلق عليه ضربا في التشابه بين شيئين أو حدثين أو موقفين اجتمعت فيهم عناصر التشابه التام مع الاختلاف الزمني بين الامس واليوم تاريخيا .
وهو ذات السياق الذي احاول ان أشير إليه في امتحانات الثانويه العامة في محافظة لحج وتحديدا في مديريتي الحوطة وتبن مع فارق بسيط جدا .
كثيرا من منتسبي مكتب التربية والتعليم بالمحافظة يدركون ذلك الفارق البسيط ، وهو ما حمله العام الفارط من ضوضاء عارمة ايقظت النائم بشعار ( عام خالي من الغش ) معها تحمل طلاب بعض المدارس وزرا هذا الشعار وسقط العديد من الطلاب والطالبات في معنى الشعار وتطبيقه بعدم النجاح من منطلق أدبيات التربية ( أن لا تقول للطالب فاشل باعتبار أن الفشل كلمة تعني عنف لفضي) وعودة الى الشعار فإن تلك المرحلة لم تتهيأ لها التربية قبل أن يتهيأ لها الطلاب والمجتمع بعد سنوات طويلة من انفلات تربوي اختلط فيه الحابل والنابل ببعضهما وأصبح الغش فضيلة وليس رذيلة عند الجميع الا من رحم ربي وهو اضعف الايمان .
ومن عدم النجاح نستثني ما تبقى من مدارس في تبن تمكنت من اجتياز مرحلة عدم النجاح بقدرة مساعد في اخر اللحظات أو لم تجد تسليط الضوء عليها .
في تلك الأثناء كانت الامتحانات تمشي متوازية في الحوطة وخالجها تكتم اعلامي في مختلف الوسائل حتى في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر (واتس اب) حتى ولو من باب الهرطقات التي اعتدنا أن يحملها هذا التطبيق .
استمر الوضع صيفا حارا على مدارس معينة وبردا وسلاما على مدارس أخرى ومع الحالتين تعالت أصوات من أفراد اثنو على الشعار باعتباره بدايت التصحيح لحقبة زمنية افسدت الاجيال ، وظهرت اصوات معتدلة وأخرى متطرفة ، واصوات بحت مستغيثة في انقاذ الطلاب من طوفان تدفق على قوم دون قوم ليتكشف الواقع عن خطاء فاذح ومزعج زاد بله أثناء عمليات تصحيح اجابات الطلاب. حتى ان أحد المصححين قال لي وبالحرف الواحد ( لقد وجدنا اجابات كثير من طلاب المدارس أنموذجية وتعانقت الوان الاقلام في الاجابات) تلميحا إلى أن الطلاب غشو بكل اريحية في كثير من المدارس في تبن أو الحوطة وكذا في مديريات قريبة وبعيدة .
واليوم بدأ اشبه بالبارحة من استهداف معين لبعض المدارس ولكن هذه المرة في الحوطة الذي ترشقها النظرات . ومع شيئا من الحظ أو واقع الاخبار السارة هذا العام اختفاء اللهجة المتطرفة نحو تطبيق شعار العام الماضي (عام بلا غش) واختفاء المنادون بحقوق الاجيال الجديدة بتحريرهم من عبودية الغش .
وهنا لا اريد أن يفهم الجميع اني ضد التحرر من قيود الاهتمام والاعتماد على النفس ومن مناصري الاعتماد على الغش . بل انا من مناصري المساوة بين الطلاب ولو حتى بالظلم باعتبار المساوة بالظلم عدل واجزم أن هناك من يشاطرني هذا الجانب ولا ادعيه لنفسي .
ختاما اريد ان أشير إلى أن الإعلان عن اي عام خالي من الغيش واستمراره الى مايليه حتى يرث الله الجنوب ومن فيه يجب أن تكون هنالك دراسة متعمقة وبعيدا عن الحماسة تأخذ في طياتها أو في عين الاعتبار مختلف الظروف المحيطة ، وما واقعنا اليوم منذ 4 سنوات وحتى هذه اللحظة في كنف مجهول واقع الدولة المنهار لا يهيأ لهذا الشعار إطلاقا (عام بلا غش)
اذا أخطأت راجعوني