كتب .. محمد العماري
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، كان من المفترض أن نحتفي بقيم الدعم والمساواة والعدالة، خاصة مع الفئات الأضعف في المجتمع. لكن المفارقة أن *جامعة عدن التي يفترض أن تكون منبرًا للعلم والإنصاف، قامت بخطوة صادمة ضد طلاب *ذوي الإعاقة السمعية بكلية الحاسوب، عبر إلغاء برنامج الدبلوم الخاص بهم، وسحب القاعة الوحيدة المجهزة التي كانت تحتضنهم منذ عام 2014.
عشر دفعات من طلاب الصم تخرجت من هذا البرنامج، رغم التحديات، وكان أمل الجميع أن تطور الجامعة البرنامج ليصل إلى درجة البكالوريوس، بما يضمن مستقبلًا أفضل لهذه الشريحة. إلا أن القرار المفاجئ جاء عكس ذلك، دون اعتبار لخصوصيتهم أو محدودية التخصصات التي يمكن أن يلتحقوا بها.
جامعة عدن بدل أن تُشجع على الدمج، مارست الإقصاء.
وبدل أن تكرم طلاب الصم بنقلهم إلى مرحلة جديدة، قطعت عليهم الطريق.
القاعة البديلة التي خُصصت لهم غير مؤهلة، بيئيًا أو فنيًا، مما يعيق تعلمهم ويشكل انتكاسة بعد كل تلك السنوات من الجهد.
*رسالتنا إلى رئاسة جامعة عدن:*
– أعيدوا القاعة المجهزة أو وفروا بديلًا لائقًا.
– وفروا أجهزة حاسوب مناسبة لاحتياجات الطلاب الصم.
– طوّروا البرنامج التعليمي من دبلوم إلى بكالوريوس بشكل عاجل.
الصم ليسوا أقل من غيرهم، والتعليم حق، وليس تفضلًا من أحد.
جامعة عدن اليوم أمام اختبار حقيقي لإنصاف فئة لطالما صمتت لكنها لم تستسلم.
والصم، وإن صمتت أفواههم، فإرادتهم لا تعرف الصمت.