كتب /أدهم الغزالي
في هذا اليوم العالمي للشباب نحتفي بكل شاب ينبض في عروقه روح التغيير وبكل جهد صُبّ من أجل غد أفضل لأبناء محافظة لحج الحبيبة وللجنوب بأسره.
إن تجربة العمل الشبابي في لحج التي امتدت لثماني سنوات هي قصة نضال وعطاء مستمر وفصل مشرّف من فصول البناء والصمود رغم كل العقبات والتحديات التي واجهتنا.
كانت مرحلة التأسيس التي قادها الدكتور فضل هماش نقطة انطلاق أساسية حيث رسمت الأسس التنظيمية التي ساهمت في انطلاق العمل الشبابي وتنظيمه بشكل منظم رغم قلة الإمكانيات والتحديات السياسية في تلك الفترة.
ثم جاءت مرحلة الاخ المحامي رمزي الشعيبي التي تميزت بالتوسع في العمل الإداري والتنظيمي وحرصت قيادة المجلس آنذاك على تمكين الإدارات المختلفة ومنها الشباب على وجه الخصوص ومنحها الصلاحيات اللازمة رغم محدودية الموارد.
شهدت تلك المرحلة نشاطات مكثفة وبرامج متكاملة وتحسين مستمر في الأداء حيث كانت الخطط والتقارير التنظيمية منتظمة مما ساهم في رفع مستوى العمل الشبابي على مستوى المحافظة والمديريات.
لكن للأسف لا يمكن إغفال الواقع الحالي الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً نتيجة أساليب تسيير تفتقر إلى الشمولية والحكمة وأحياناً يُمارس فيها استئثار بالمنصب والصلاحيات مما أدى إلى ضرب المبادرات الشبابية وتقويض جهود الشباب التي بُنيت على مدار سنوات.
هذا الوضع يستدعي موقفاً تصحيحياً حازماً يعيد ترتيب العمل الشبابي ويركز على بناء فريق متماسك قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف الوطنية.
ولا يفوتنا هنا أن نسلط الضوء على الدور الأبرز والمحوري للقائد عيدروس الزُبيدي الراعي الأول للشباب في كل محطات العمل الوطني الجنوبي، لقد جسدت رؤيته الثاقبة في مجال تمكين الشباب جوهر المشروع الوطني حيث يؤمن بأن الشباب هم العمود الفقري لأي نهضة حقيقية وركيزة أساسية في بناء دولة الجنوب المستقلة.
رؤية القائد الزبيدي واضحة وعميقة فهي تتجاوز مجرد الدعم الظاهري لتشمل خلق بيئة متكاملة تتيح للشباب فرص التعبير عن طاقاتهم وتعزز مشاركتهم السياسية والاجتماعية وترعى تطورهم المهني والثقافي وهو ما جعل ملف الشباب من أولويات العمل الحكومي والتنظيمي متيحاً بذلك لهم مساحة فعلية في صناعة القرار وقيادة المستقبل.
هذه الرؤية الوطنية الملهمة تمثل نبراساً لكل العاملين في الحقل الشبابي وتضع أمام الجميع مسؤولية تعزيز مشاركة الشباب في مسيرة البناء وتجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم لما فيه خير الجنوب وأمجاده.
كما لا ننسى الدور الكبير الذي لعبه الاخوة في دائرة الشباب وعلى رأسهم الاخ المهندس نزار هيثم والاخ الاستاذ مؤمن حسن السقاف والاخ الاستاذ الكريحي كنعان خلال تلك الفترة وحتى اليوم في دعم الشباب بمختلف المجالات..
وفي الختام فإننا نؤمن بأن الشباب هم مفتاح التغيير وأن العمل الجاد والمخلص معهم هو السبيل لتحقيق طموحات شعبنا الجنوبي.
لذا فإننا ندعو جميع القيادات إلى تبني نهج تشاركي يُعيد للشباب مكانتهم الحقيقية ويعزز دورهم في كل القطاعات خاصة في الوقت الراهن الذي تتطلب فيه المرحلة قيادة رشيدة وحكمة في التعامل مع قضايا الشباب بعيداً عن أي ممارسات تضعف العمل الجماعي.