كتب : د عبدالسلام حميد
قلناها في مقال سابق في نهاية ابريل المنصرم بأن الضالع عصية ولن تقبل الأنكسار وقد اثبتت المعارك خلال الأيام الماضية ونتائجها على الأرض وحجم الخسائرالبشرية والعسكرية. في صفوف المليشيات الحوثية (التي تصل الى ارقام مهولة حسب المعلومات الاولية) .
اثبتت تلك المنازلات المسلحة بأن الضالع عصية وابية وشامخة شموخ الجبال الراسيات .
حيث تمكن المقاتلين من قوات الحزام الامني والمقاومة الجنوبية وقوات العمالقة وغيرها من القوات المشاركة على مسرح العمليات العسكرية من كسر جحافل المليشيات وردعها وتحقيق انتصارات حاسمة من خلال استعادة المواقع التي سيطروا عليها خلال الأيام السابقة من المعارك وخاصة مدينة قعطبة ذات الموقع الاستراتيجي الهام .
لقد ظل ابناء المناطق الجنوبية المحررة خلال تلك الأيام العصيبة ومازالوا في حالة قلق وترقب ومتابعة المعلومات التي تتاح لهم عبر وسائل التواصل اوالقنوات الفضائية ومصدر قلقهم نابع من عدم توازن القوى مع تلك المليشيات التي حشدت قطعان بشرية كبيرة من كل المناطق الشمالية التي تقع تحت سيطرت تلك المليشيات والتي تزيد عن 14 محافظة إلى جانب تحالفاتهم مع القوى والأحزاب السياسية الشمالية المعادية للمشروع السياسي الجنوبي .
ناهيك عن الأسلحة والعتاد العسكري بمختلف الأنواع .
ومع كل ذلك وللمرة الثانية تثبت الضالع بأن الأرادة الفولاذية والتضحيات الجسيمة التى تقدمها بكل قناعة واعتزاز في سبيل الكرامة والإباء هي العامل الرئيسي لحسم الصراع وكسب الأنتصار . وليس بغريب على الضالع مثل تلك الملاحم فهي تعد مدرسة حقيقية في سفر النظال الوطني التحرري على مدى تاريخها القديم والحديث .
لكن مع كل ذلك فأن علينا إعادة قراءة المشهد بصورة واعية ودقيقة فكما نعرف بأن المليشيات الحوثية لاتستطيع العيش الا على الحروب وهي في الأساس مليشيات دموية وتحشد ابناء القبائل والمناطق الشمالية تحت الضغط ولا تكترث بالمسؤولية عن حياة اولئك المغرر بهم الذي تزج بهم في محارق الجبهات القتالية.
ولديها سلاح وترسانة دولة بسطت عليها بعد سقوطها اي (الدولة) في عام 2015م .
لذلك نتوقع ان تستمر تلك المليشيات في حرب استنزاف طويلة مع القوات في جبهات الضالع .
مما يتتطلب الأمر اعلان التعبئة العامة والحشد لكل ابناء الجنوب
والألتفاف حول قرارات رئيس المجلس الأنتقالي اللواء عيدروس الزبيدي – القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية الصادرة عن لقائه بقيادات المقاومة الجنوبية ليلة السبت الفائتة الموافق 13 رمضان بتعبئة المقاومة الجنوبية والاستعداد لردع تلك المليشيات الدموية التي تمثل ذراع ايران في اليمن في كل الجبهات الجنوبية التي تحدق بها الأخطار.
كما نأمل من قيادة التحالف العربي الذي نكن لهم الشكر والأمتنان لكلما قدموه ومازالوا يقدموه منذ انطلاقة عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة ، مواصلة الدعم والأسناد وتعزيزالجبهات بصورة تتناسب مع طبيعة الخصم وامكانياته العسكرية والبشرية لأحداث تغيير سريع في ميزان القوى على مسرح العمليات العسكرية ضد تلك المليشيات وحلفائها بالتضافر مع المعنويات والأرادة الصلبة التي يتمتع بها المقاتلين في جبهات الضالع خاصة وان المعارك والتضحيات التي يخوضها الابطال في الضالع ومختلف الجبهات هي من اجل الدفاع عن الامن الأقليمي وعن المشروع القومي العربي الأسلامي وكذا الدفاع عن الكرامة والأرض الجنوبية المحررة
نقول ذلك استشعارآ منا بحجم التحديات والمخاطر المحدقة ونتمنى التحرك العاجل بالدعم اللازم والكافي عسكريآ (وفق لما تحدده القيادات المشرفة على سير المعارك) ولوجستيآ مجددين التأكيد على ان الضالع ستظل عصية على كل المراهنيين على كسرها .
والله من وراء القصد .