كتب .. صلاح الرامي
زنجبار لم تكن مدينة عنف ، لم تكن تعرف الثأر، ولم تكن جزءًا من هذا الإرث القاسي الذي يُسال فيه الدم على خطأ لم ترتكبه، أو شبه اسم، أو اشتباه في ملامح ، زنجبار كانت وما تزال مدينة مدنية، مدينة دولة، لا تُحل قضاياها بالبندقية، بل بالقانون.
لكن في السنوات الأخيرة، دخل السلاح إلى تفاصيل الحياة اليومية وصار مرئيًا أكثر مما يجب، حاضرًا في المناسبات، في الخصومات، وحتى في الأحياء السكنية.
وفي المقابل، بدأنا نسمع عن حوادث لم نكن نعرفها من قبل:
أشخاص يُستهدفون بالخطأ، رصاصٌ عشوائي يخترق البيوت،
وأبرياء يسقطون بلا ذنب.
الطفل عبدالله علي الميسري، اليوم في العناية المركزة، ليس طرفًا في أي صراع، ولا يعرف حتى معنى كلمة “ثأر”.
لكنه ضحية مدينة سمحت للسلاح أن يتجوّل فيها خارج يد الدولة، وخارج أوقات الواجب.
زنجبار لا تحتمل أن تصبح مدينة يُقتل فيها الناس لمجرد الاشتباه ،ولا يمكن أن نغضّ الطرف عن رصاصٍ قد يُصيبك أو يُصيب ابنك فقط لأن أحدهم قرر أن يحمل سلاحه فقط ليتباهى به وكأن الرجولة فقط بحمل السلاح! .
لذلك، لا بد من موقف واضح وصارم:
أولًا: منع حمل السلاح داخل المدينة منعًا كاملًا، لا يُستثنى منه إلا رجال الأمن وفي إطار مهامهم الرسمية.
ثانيًا: دور شعبي موحّد، من كل فئات المجتمع، يرفض هذه المظاهر، ويقف ضدها بوعي ومسؤولية.
الدولة لن تنجح وحدها، ولا القانون سيطبق نفسه إن لم يكن المجتمع حاضرًا.
اليوم المسؤولية جماعية: أن نحمي مدينتنا، أن نرفض هذا الانفلات، أن نعيد لزنجبار وجهها الآمن.
زنجبار ليست مدينة عادية، بل عاصمة محافظة، ورمز استقرار.
ولا يجوز أن تُختطف بهذه السرعة.
فيا كل من يقرأ هذه الكلمات،
لا تنتظر أن يُصيب الخطر بيتك، أو أحد من تحب، لتشعر بثقل ما يحدث.
السكوت لم يعد خيارًا.
إما أن نقف جميعًا الآن، أو نعيش جميعًا في خوف لا ينتهي.