كتب : احمد حرمل
الجزء الثاني من مسرحية الانسحاب من مدينة الحديدة كان امرا” متوقعا” فكل المؤشرات كانت تدل على ان هناك جزء ثاني وثالث من مسرحية الانسحاب من مدينة الحديدة .
فاستمرار خرق وقف اطلاق النار والاعتداء على العاملين في المنظمات الدولية العاملة في مجال الأغاثة ، الى التعامل غير المسؤول مع لولسغارد ، والاستمرار في زرع الالغام ، وتهريب الأسلحة .
كل هذا ادى الا ان تتمادى مليشيات الحوثي في تجاوز اتفاق استوكهولم وكل القرارات الاممية ، شجعهم في ذلك موقف المبعوث الاممي المتخاذل وتغاضي المجتمع الدولي ازاء كل الجرائم والخروقات والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات كل يوم .
الجزء الثاني للمسرحية ، الانسحاب من الحديدة هذه المرة حظي بترحيب دولي عبر عنه غرافيت وسفير المملكة المتحدة البريطانية ولولسغارد ، عبروا عنها بتصريحات صحفية وتغريدات على منصات شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”
فشل الشرعية دوبلماسيا” وتنفيذ مسرحية الانسحاب السمجة من طرف واحد يجعلنا نتسائل : هل الشرعية غيبت نفسها ام انه تم تغييبها ؟ ، فإذا كانت غيبت نفسها خلافا” لرغبات المجتمع الدولي او انها عولت على موقف بعض الدول فهي كارثة ، اما اذا تم تغييبها فالكارثة اكبر .
ان ما يجري من تفاهمات ثنائية بين المبعوث الاممي ومليشيات الحوثي يترجم الى خطوات عملية على الارض في ظل انشغال الشرعية بادارة الصراع بالداخل ، واقصد بالداخل المناطق والمحافظات المحررة وهو تحصيل حاصل لخيبة الشرعية وعلى وجه الخصوص الخارجية اليمنية ، هذه الخيبة بدأت في استدراج وفد الشرعية الى مفاوضات ستوكهولم حيث نصب لها فخ تجزئت الحلول .
كلنا يعرف بان الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المشتركة في الحديدة التي كانت قاب قوسين او ادنى من حسم المعركة وكان هذا عنصر قوة بيد الشرعية يمكنها من فرض شروطها الا انه وللاسف الشديد حدث العكس .
اتفاق ستوكهولم ذكرني بعبارة قرأتها للكاتب محمد حسنين هيكل ، قال فيها : ( في حرب 67 السلاح خذل السياسة وفي حرب 73 السياسة خذلت السلاح ) والفقرة الاخيرة تنطبق على اتفاق ستوكهولم ، ففي هذا الاتفاق السياسة خذلت السلاح .
الشرعية التي قالت انها تفاجات باعلان بدء الخطوة الاولى من الانسحاب من الحديدة امامها خيارين لا ثالث لهما ، الاول تحديد موقف يخرج عن الشجب والادانة والاستنكار ليس اقلها طلب تغيير غرافيث ، والثاني هو التسليم بما جرى والانتقال الى المرحلة الثانية .
انسحاب مليشيات الحوثي من الحديدة بعد ظمان سيطرتها على الميناء بمباركة دولية سيمكنها من تعزيز قواتها في جبهات الجنوب في الضالع ويافع والمسيمير وكرش بهدف اسقاطها والوصول الى العند ومن ثم الى عدن وحينها ستسقط كل المرجعيات والقرارات الاممية .
الشرعية التي تراهن على دول التحالف لمنع تمدد مليشيات الحوثي جنوبا” عليها ان تعيد النظر في سياستها مع القوى الفاعلة على الارض لتكسب عناصر قوة جديدة تقوي موقفها التفاوضي وتمنع تمدد مليشيات الحوثي جنوبا”.