كتب .. محمد العماري
تتزايد أهمية المتنفسات العامة في المدن، وخاصة في العاصمة عدن، مع اقتراب الأعياد والمناسبات التي تجذب المواطنين للتجمع في الحدائق والمراكز الترفيهية. ومع حلول عيد الفطر المبارك، يبرز سؤال مهم: هل هذه المتنفسات مهيأة بما يكفي لاستقبال ذوي الإعاقة، خاصة ذوي الإعاقة الحركية، وتمكينهم من الوصول إليها بسهولة وبشكل مناسب؟
إن الحديث عن حقوق ذوي الإعاقة يتطلب تسليط الضوء على العديد من الجوانب التي قد تُغفل أحيانًا، ومنها مهيئية المنشآت العامة التي عادةً ما تكون هي المكان المفضل للعائلات خلال العطلات. في الوقت الذي نجد فيه تحسنًا في بعض الأماكن، ما زالت هناك تحديات كبيرة تمنع ذوي الإعاقة من التمتع بنفس الفرص التي يحصل عليها الآخرون في الاستمتاع بالأماكن العامة.
أحد أبرز التحديات التي يواجهها ذوي الإعاقة الحركية هو عدم توفر الممرات الخاصة والمناسبة لهم للوصول إلى هذه المتنفسات، سواء كانت حدائق أو مراكز ترفيهية. في العديد من الأماكن، يُلاحظ غياب الأرصفة المخصصة، أو وجود حواجز في الطرق تمنعهم من التنقل بسهولة، مما يجعل التنقل إلى تلك الأماكن أمرًا بالغ الصعوبة. كما أن بعض المرافق تفتقر إلى المصاعد المناسبة أو المرافق الصحية المهيئة لاحتياجاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الحديث عن المعاملة التي يتلقاها ذوي الإعاقة في هذه الأماكن. على الرغم من أن هناك بعض التحسن في الوعي المجتمعي تجاه حقوقهم، إلا أن البعض من الأشخاص قد لا يعاملونهم بالاحترام الكامل الذي يستحقونه. قد يتعرض بعضهم لتجاهل أو حتى سلوكيات غير لائقة، مما يضيف عبئًا نفسيًا على معاناتهم اليومية.
من هنا، نحن بحاجة إلى وعي أكبر من الجهات المسؤولة والمجتمع بشكل عام لضمان أن جميع المتنفسات في عدن تكون مهيئة لاستقبال جميع المواطنين بما فيهم ذوي الإعاقة. يحتاج ذوو الإعاقة إلى أن يُعاملوا باحترام وأن يحصلوا على كافة الفرص للتمتع بحياة طبيعية في الأماكن العامة، كما ينبغي تحسين المرافق وتطوير بنية تحتية قادرة على تلبية احتياجاتهم.
في ظل الاحتفالات القادمة بمناسبة عيد الفطر المبارك، نأمل أن تعمل الجهات المعنية على جعل المتنفسات في عدن مكانًا يليق بجميع المواطنين، وتقديم كل الدعم للدمج الفعلي لذوي الإعاقة في المجتمع دون تمييز.
ختامًا، لنجعل هذا العيد مناسبة لنشر الوعي وتعزيز فرص الاستمتاع المتساوية للجميع، فحق كل فرد، سواء كان معاقًا أم لا، هو أن يعيش بكرامة وتساوي في فرص الحياة.