كتب .. جميل الصامت
ما يحدث في سوريا يمكن تلخيصه بجملة انها حرب الدولة على المجتمع ،لتصفية حسابات ليس إلا .
إذ تشهد المدن السورية حربا واسعة استدعت استجلاب قوات دعم من الجارة الشقيقة لسوريا والراعية للانتداب الفعلي ،
بهدف تصفية حسابات قديمة جديدة تشنها مليشيات الادارة السورية الجديدة الخاضعة للانتداب التركي ..
هناك اجبار للمجتمع السوري المنهك للدخول في حالة فوضى واحتراب ..
من الواضح ان هناك تحرشا واضحا باركان وعناصر النظام السابق ،وستستمر الحالة كلما تقوى نظام الجولاني وتمكن .
وسم كل من عمل مع الدولة السورية بفلول النظام ، من شانه ان يدخل المجتمع في حالة صراع طائفي ، مايجري لايشي ان سوريا في طريقها لمؤتمر حوار حقيقي وعدالة انتقالية صحيحة تدفن الماضي وتسير نحو المستقبل بقدر ذهابها الى مزيد من التشظي .
حرب التصفيات القائمة والتصعيد لاستهداف مايطلق عليهم ب(الفلول) للنظام السابق يضعنا امام حقيقة ان هناك توجه لبناء نظام طائفي ومؤسسات رديفة ،ولسنا امام نظام بصبغة وطنية توحد اطياف الشعب السوري .
نبرة الاستعداء الطائفي في الخطاب والتي يبدو انه يجري ترجمتها واقعا ،مع اشاعة ثقافة التطرف الطائفي التي لايعرفها تاريخ الدولة والنظام البعثي وماقبله في سوريا طيلة العقود الماضية .
ادارة الانتداب بزعامة زعيم هيئة تحرير الشام (الجولاني) لن تقود سوريا الا الى مزيد من الصراع يكرس فيه الخطاب الطائفي الذي من شانه ايصال المجتمع الى تمزق للحمته الوطنية وتهتك لنسيجه الاجتماعي ..
حرب الدولة على المجتمع التي تخوضها ادارة الانتداب بقيادة ابو محمد الجولاني هي للتغطية على فشلها في مواجهة التوغلات الاسرائيلية في جنوب سوريا في القنيطرة ،ودرعا والسويداء ،منذ الثامن من دبسمبر الماضي .
وسنشهد مزيدا من الغزوات للمدن السورية مع زيادة المداهمات والتوسع الاسرائيلي في الاراضي السورية .
حالة الخوف من انتفاضة شعبية متوقعة نتيجة الفشل في ايجاد تعافي مقبول حدا بدولة الانتداب الى ضخ وتفويج المزيد من السلاح عتادا وعدة بذريعة انقاذ سلطة الانتداب في دمشق .
مايحدث من حرب الدولة على المجتمع تكشف مزاعم الذهاب الى حوار وطني جاد والمؤكد انه لن يخرج شكلا ومضمونا عن لجنة صياغة الدستور برئاسة (الغرياني) في مصر ايام حكم محمد مرسي والتي افضت الى دستور مشوه شكل رافعة لثورة 30يونيو واسقاط حكم الاخوان في مصر .
















