كتب : عادل الصياد
.يقف القلم حاائرا حين احاول اجباره على الكتابة
أرميه مرة من يدي واستسمحه عشرات المرات نتقارب و نتباعد نتخاصم و نتصالح يصل النزاع بيننا في اغلب الاحيان حد المقاطعة .
لاعن كراهية في الصدور
و لكن لايحب احدنا فرض سيطرته على الاخر او اقحامه فيما لايطيق .
“حالة ينعدم فيها الانسجام لاينتج عنها الا الصد !!”
فاذا تحققت الرغبة في ان نتسامر معا ونتراشق بحروف الضاد صرنا روحا واحدة يصل فيها التجاذب و العناق اعلى درجاته .
و ان اعطى احدنا ظهره للاخر فذلك يعني الاندياح ،
تماما كعاشقين يضفي الدلال مذاقا عسليا على عشقهما و يفجر عيون الشوق ليروي ماكان جدبا.
وتلك العلاقة الحقيقة بين الكاتب مرهف الحس المغرم حتى الثمالة والقلم الحر الصادق الذي يرقص فرحا حين يرى بسمة على شفاة طفل وكثيرا يبكي لو لمح زهرة تنوح !!
وكما هو معروف ان الابداع هبة من الله يخص بها من من يشاء علينا ان ندرك حق الادراك ان احتلال موقع المبدع وانتحال شخصيته ذنب يقترفه كل من يعبث بابجديات اللغة و يغتصب الحرف ليريق الحبر هباء على بياض الصفحات متصدرا بطلاسمه تلك عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
و حين يستغرق الكاتب الحقيقي مدة قد تتجاوز اشهر بلياليها في كتابة نص ادبي ، يكتب ذلك المزيف مئات المقالات و القصص وفي فترة زمنية لا تكفي حتى لاختيار عنوان واحد عند مبدع حقيقي !!
هذا الكم الهائل من اتباع مسيلمة يحجب الرؤى عن اعين الكثيرين ممن لايستطيعون معرفة الفرق بين السماء الحبلى والسماء العقيمة !
و قد اثر هذا المد بشكل مباشر و جلي على الذائقة الفنية للمتلقي وخدش الصورة الجميلة للادب الذي يعد ارقى نتاج انساني عرفته البشرية.
حالة يرثى لها تلك التي يعيشها واقعنا الثقافي اليوم جراء عمليات البسط الهمجي على الساحة الادبية من قبل بعض الدخلاء و قد ساهم في تفاقم هذه الحالة الى حد كبير، غياب دور المثقف وتركه المجال متاحا امام تلك الاقلام المزيفة والمستعارة .
الأمر الذي نتج عنه ظهور مخلوق مشوه فرض وجوده على الساحة مستمدا نموه وتكاثره من صمت المثقف الفعلي وتهاونه الرهيب !!