كريتر نت – متابعات
أصبحت أنظمة المعلومات والترفيه تستحوذ على أجزاء السيارات أكبر من أيّ وقت مضى، ولكن ثمة نماذج تأخذ الأمور إلى ما هو أبعد مثل شاشة اللمس من فورد عبر تحويل الزجاج الأمامي إلى شاشة عرض ثلاثية الأبعاد ملونة بالكامل.
ويحرص المصنعون على زيادة الراحة والأمان والسمات العصرية بقمرة قيادة سيارات المستقبل بالاعتماد أكثر على التجهيزات الذكية في مقدمتها شاشات هيد أب، والتي يتوقع أن تغزو كافة الطرز كونها تقدم كافة البيانات للسائقين دون أن تشتت انتباههم أثناء السير.
وينصبّ تركيز الشركات على تبسيط كل شيء في سيارات المستقبل من خلال تطوير قمرات القيادة ليكون تواصل السائقين معها بصريا أمرا بديهيا، نظرا إلى استغناء هذه المركبات عن معظم الأزرار التي لم تعد ذات فائدة. ولكن معارك الشاشات وصلت إلى مستويات جديدة مع كاديلاك إسكاليد التي تتباهى بشاشة عملاقة مقاس 55 بوصة، وسيارة لينكولن نافيغيتور التي تأتي خلفها مباشرة بشاشة مقاس 48 بوصة.
ومع ذلك، فإن كلا التكاملين يتركان شيئًا مرغوبًا فيه حيث يتم وضعهما بشكل أساسي فوق لوحة القيادة، مما يساهم قليلاً في تماسك التصميم العام. وهذا يجعلك تتساءل متى ستتجاوز شركات صناعة السيارات أخيرًا لعبة التفوق الرقمي هذه.
وقد يأتي هذا التغيير في وقت أقرب مما كان متوقعًا، وذلك بفضل هيونداي موبيس الكورية الجنوبية، التي تعاونت مع شركة زييس الألمانية المتخصصة في البصريات من أجل “شاشة عرض ثلاثية الأبعاد للزجاج الأمامي.”
والأمر اللافت أن النظام المبتكر هولوغرافيك أتش.يو.دي ربما يكتب فصل النهاية لشاشات العرض الكبيرة، وبالتالي نهاية قمرة القيادة الكلاسيكية، خاصة أنه يستهلك طاقة أقل مقارنة بحلول أل.سي.دي الكلاسيكية.
وأعلنت زييس مؤخرا عن تطوير جيل جديد من شاشات هيد آب، والذي يحول الزجاج الأمامي للسيارة إلى شاشة عرض عملاقة.
وأوضحت الشركة الألمانية أن النظام المبتكر، الذي تم تطويره بالتعاون مع هيونداي موبيس، يستخدم عرض الزجاج الأمامي بالكامل لعرض محتوى المعلومات والترفيه، بالإضافة إلى المعلومات ذات الصلة بالقيادة وتعليمات الملاحة.
وأشارت إلى أن المحتويات المختلفة لا يمكن رؤيتها إلا من زوايا معينة، وهذا يعني أن السائق لا ينشغل بمحتوى الراكب الأمامي.
ويساعد تحول الزجاج الأمامي فعليًا إلى شاشة عرض أمامية عالية التقنية في استبدال مجموعة العدادات الرقمية ونظام المعلومات والترفيه وشاشة الراكب الأمامي. وعلاوة على ذلك، وبما أن الأمر مجرد إسقاط، يمكن للسائقين التحقق من معلومات متعددة دون أن يرفعوا أعينهم عن الطريق.
ورغم أن الأمر يبدو وكأنه خيال بعيد المنال، إلا أن الشركات تعتقد أن هذه التقنية المستقبلية، التي كانت موجودة سابقًا فقط في الأفلام أو الإعلانات، على وشك أن تصبح حقيقة. وعلى وجه الخصوص، إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يبدأ الإنتاج الضخم في وقت مبكر من عام 2027. وبينما لا تزال التفاصيل غامضة إلى حد ما، ذكرت هيونداي موبيس أن الشاشة تعتمد على جهاز عرض عالي التقنية بالإضافة إلى فيلم شفاف يتم وضعه على الزجاج الأمامي. والفيلم نفسه أسمك بالكاد من خصلة شعر بشري، ويبلغ قياسه 100 ميكرومتر فقط.
والتطوير الأولي للمنتج جار بالفعل، وتم عرض التكنولوجيا مؤخرا لـ”زبائن شركات صناعة السيارات العالمية المحلية،” وهو ما يعني على الأرجح هيونداي وكيا. وبغض النظر عن ذلك، كانت الشركة الكورية الجنوبية منفتحة بشأن جذب مستخدمين جدد، فسوق شاشات العرض ثلاثية الأبعاد قد ينمو إلى حوالي 7 ملايين وحدة بحلول عام 2030، مما يثبت نفسه باعتباره اتجاهًا جديدًا في مجال شاشات العرض من الجيل التالي.
وفي حين من المبكر ما إذا كانت شاشات العرض ثلاثية الأبعاد هي الشيء الكبير القادم، أكدت هيونداي موبيس أنها تطور كبير في شاشات العرض الأمامية الحالية والتي ستمكن من جعل التصميمات الداخلية مفتوحة وجيدة التهوية.
وتهدف أنظمة المساعدة الحديثة في عالم السيارات في المقام الأول إلى إضفاء المزيد من الراحة وتوفير أكبر قدر من عوامل السلامة والأمان على الطريق.
وتقدم شاشات هيد أب حلا لمشكلة غياب الرؤية بالنسبة إلى السائقين، حيث يتم عرض بيانات القيادة الهامة مثل السرعة وبيانات نظام الملاحة على الزجاج الأمامي للسيارة.
وتتوافر هذه الشاشات المميزة في بعض الموديلات الجديدة ضمن باقة تجهيزاتها القياسية. وللتوسع في استخدام هذه التقنية أصبحت هناك شركات كثيرة تقوم بتزويد السيارة بهذه الشاشات بشكل لاحق.
وأتاحت هذه الخطوة إمكانية تجهيز الموديلات القديمة أيضاً بهذه التقنية الحديثة، غير أن الأمر لا يخلو من عيوب مقارنة بالأنظمة، التي تأتي بها السيارة بشكل قياسي، مثل قلة البيانات التي تقدمها.