كريتر نت – متابعات
أكد رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد، بعد لقائه مع عدد من نواب الكتلة، على وجوب مقاربة الاستحقاق الرئاسي بموقف متفاهم عليه بين حزب الله وحركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.
ويعمل الحزب على التقليل من تأثير خسارته للحرب على وضعه السياسي وتأثيره، ولو بشكل محدود، في اختيار رئيس جديدة للبنان، ويسعى إلى التواري خلف حركة أمل وبري من دون التحرك بشكل معلن لمعرفته بأن أطرافا محلية وخارجية ستتحرك بسرعة لتقطع الطريق على أيّ مرشح يدعمه.
وخسر الحزب النفوذ الذي كان يمتلكه لسنوات، والذي نجح من خلاله في منع اختيار رئيس للبنان لا يتماشى مع مصالحه ولا يثق بولائه.
لكن الوضع تغير الآن، وباتت قوى لبنانية ترى في تراجع الحزب وضعفه فرصة لاختيار رئيس يحوز على دعم واسع ويفتح الباب أمام إنهاء حالة الفراغ.
ولا يعرف إن كان ما زال للثنائي الشيعي هامش للمناورة لفرض مرشح بعينه أو تعطيل انتخاب رئيس بالمناورة في التفاصيل التي تتعلق بالجلسات وقائمة الحضور، في وقت لم يعد اللبنانيون يتحملون فيه عبثا جديدا.
واستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة النائب رعد ونواب حزب الله، وجرى عرض للأوضاع العامة لاسيما السياسية والميدانية منها والملف الرئاسي وشؤون تشريعية، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئيس مجلس النواب.
وقال رعد عقب اللقاء “في موضوع الاستحقاق الرئاسي تداولنا وجهات النظر وجرى التأكيد على وجوب مقاربتنا لهذا الاستحقاق بموقف متماسك ومتفاهم عليه أساسا بين حزب الله وحركة أمل تحقيقا لما يراه الفريقان مناسبا للبلاد في المرحلة الراهنة التي تزدحم فيها الملفات والقضايا التي تحتاج إلى معالجات جدية وناجحة وسريعة“.
ويعول اللبنانيون على الجلسة المنتظرة المقررة الأسبوع القادم لإنهاء المعضلة الرئاسية وبالتالي مصالحة لبنان على المجتمع الدولي، وفتح الباب أمام تمكين لبنان من الدعم المالي الخارجي.
ويرى المراقبون أن الاستمرار في تعطيل اختيار الرئيس لن ينعكس فقط على صورة حزب الله المتراجع، بل إن مختلف الفرقاء سيتحملون المسؤولية داخليا وخارجيا.
وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في ديسمبر الماضي، إن “مشكلة لبنان اليوم هي فقدان الثّقة لدى السّياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبمؤسّسات الدّولة،” موضحًا أنّ “فقدان الثّقة لدى السّياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين، حيث ينتظرون اسم الرّئيس من الخارج، وهذا عار.”
وأكّد أنّ “ثقة السّياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبّئين وغير الصّريحين والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون على المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرّئيس، بانتظار اسم من الخارج،” مشدّدًا على أنّ “الثّقة بمؤسّسات الدّولة مفقودة، لأنّ بعض السّياسيّين لا تعنيهم هذه المؤسّسات، وأوّلها المجلس النّيابي فاقد صلاحيّة التّشريع، وأن يتوقّف مدّة سنتين وشهرين عن مهمّته التّشريعيّة فلا يعنيهم الأمر، ولا تعنيهم مخالفتهم للدّستور، ولا يعنيهم الضرّر اللّاحق بالبلاد.”
ويحاول حزب الله أن يستفيد من انعدام الثقة بين الفرقاء لإدامة الأزمة السياسية، التي يهدد إنهاؤها بانتخاب رئيس لبناني وضعه كحزب وقد يدفع إلى إثارة ملف سلاحه والضغط من أجل فرض سيطرة الجيش على أماكن نفوذه التقليدية، وهو لأجل ذلك سيعمل على تضخيم مفاهيم الشراكة الوطنية والتوافق للخروج من الأزمة.
وقال رعد إن “حفظ السيادة الوطنية واجب الجميع لأن السيادة ليست شعارا بل هي أهم قواعد الوفاق الوطني التي يجب أن تترجم بنودا قانونية في كل التشريعات المرعية الإجراء في البلاد “.
وتوجه رعد إلى كل الشركاء في الوطن قائلا “دعوتنا أن تعالوا جميعا لنستثمر قدراتنا وطاقاتنا ولبنانيتنا من أجل حفظ بلدنا وحماية وجودنا والعيش معا بأمن وكرامة وحفظ حقوق الجميع ومصالحهم “.
وأعلن أنه تم التداول مع بري “في الخطوات المزمع القيام بها من قبل لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق وخصوصا في ما يتصل بتثبيت وقف كامل للخروقات الصهيونية وإجلاء قوات العدو عن أرضنا المحتلة لاسيما تلك التي توغل فيها حقدا بعد إعلان الاتفاق“.
يذكر أن بري كان قد حدد في التاسع من يناير الحالي موعدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وأعلن أنه سيدعو السفراء إلى الجلسة.
وكانت قد انتهت ولاية رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في 31 أكتوبر 2022 ودخل لبنان بعدها في مرحلة الشغور الرئاسي.