محمود الغابري
لفت انتباهي أستفسار منطقي طرحه أحد الاصدقاء على صفحته بالفيس بوك وكان حول النتيجة السلبية لمخرجات دراسة مادة اللغة الانجليزية خلال ست سنوات يتعلمها الطلاب في المدارس وفشل مخراجتها ، واثارني جداً طرح الكثير من الردود التي تحاول تعليق سبب المشكلة في الادوات المساعده ، ومحاولة التهرب من إيجاد الحلول باللقاء التهمة على الاخرين لتبريرها للفشل، وهكذا نلاحظ التعامل مع الكثير من القضايا والمشاكل التي تواجهة حياتنا وتدمر مستقبلنا في اليمن .
ولهذا حبيت أن أكتب هذا المقال تعقيب على ما طرح حول الموضوع ، واقول ان عدم ربط اي عمل بتحقيق هدف من القيام به هو ما يولد هذه النتيجه السلبية.
فنلاحظ ان الهدف الذي يزرعة المعلم في نفوس الطلاب هو ان تحصل على درجات في الامتحان وليس ان تتعلم العلم لتستفيد منه في تطوير المهارات الشخصية للطالب وتنمية مهاراته .
وهنا اتذكر الاستاذ أشرف رشدي عبد المجيد حفظه الله وهو مصري الجنسية كان يدرسنا مادة الرياضيات في مرحلة الاعدادية قال لي حينها وكنت في الصف الثامن ( يا ابني اذا اردت ان تكون متفوق في دراستك عليك بأن تجتهد وتهتم بمادة الرياضيات بشكل كبير ، فضننت حينها انه يريد فقط ان يحفزني لمذاكرة المادة الذي يدرسني ، ولاني كنت معروف بفضولي منذُ الصغر ، فقلت له : يا أستاذ انت تعرف بصعوبة مذاكرة الرياضيات حيث واني اضيع معظم الوقت فيها على حساب المواد الاخرى وفي النهاية كل المواد عليها 100 درجة ايش الفائدة فانا اذا ذاكرت المواد الاخرى سوف احصل فيهن درجات نهائية وسهل لو نقصت في الرياضيات سوف اعوضهن في الباقيات واجيب معدل ممتاز .
فرد عليا بأسلوب رهيب يحمل في طياته تفنن في اساليب التربية والتعليم واقناع خبير لن انساه الى ان اموت قال لي : يا ابني انت تتعلم الرياضيات وتدرس تفاضل وتكامل ليش ؟ فقلت : مدري فقط كونها مادة دراسية مقررة علينا ضمن المنهج .
فرد عليا : هذا غلط يا أبني الهدف من دراسة الرياضيات هو توسعة خلايا الدماغ وتنمية قدرات الطالب في التفكير بايجاد الحلول الصائبة للمشاكل التي سوف تواجه حياته ، فلو اهتم الشخص بدراسة الرياضيات وزاد مذاكرتها سوف يكبر عقله وتتوسع مداركة وبهذا الشكل سوف يكون لديك مساحة كبيرة داخل خلايا الدماغ تساعدك في حفظ وفهم واستيعاب المواد الاخرى بكل سهوله) .
وهنا استطاع هذا العظيم أقناعي بإن دراسة ( س و ص و جا وجتا ، والمصفوفات والنهايات والتكامل والفراغات الهندسية والمعادلات الرياضية ) لها قيمة، وليس كما كنت أعتقد بإنها مجرد ضياع للوقت فلله دره من مربي ومعلم وخبير يجيد اساليب الاقناع وزراعة الهدف الذي نفتقده في مناهجنا ومدارسنا وحياتنا، فغياب الاهداف هي الخطوة الاولى لصناعة الفشل والسبب الرئيسي للواقع الذي نعيشه اليوم .