لم يكن النشاط الاخواني في اليمن كما هو معهود حاليا وليد المرحلة، بل بدأت خطورته الفعلية في عام ٢٠١١ وانطلقت أولى شرارته في محافظة تعز وسط تحذيرات لم تجد حينها آذان صاغية.
صفارة انذار
يفيد المحلل السياسي خالد الكازمي خلال حديثه لـ”يمن الغد” بأن اجراءات حزب الاصلاح التي ظهرت مؤخرا وطالت الكثير من اليمنيين بالإقصاء والتهميش والاستحواذ على المؤسسات الحكومية واجهزة الجيش والامن والمعاهد والجامعات والمنظمات، صفارة انذار بخطورة التوجه الاخواني في اليمن بعد مجاهرة قطر وتركيا بدعم هذا التنظيم المحظور دوليا..
ضربة معلم
لا يستبعد الناشط السياسي محمود القادري من ان ما يجري في محافظات تعز والجوف ومارب مخطط اخواني برعاية تركية- قطرية لتقديم نائب الرئيس الجنرال علي محسن الاحمر بديلا لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في حال تقرر الاطاحة به.
ويضيف القادري خلال حديثه لـ”يمن الغد” بان الاخوان يدركون قرب انتهاء ولاية هادي لهذا هم في عجلة من امرهم بتقوية نفوهم وبناء امبراطوريتهم المصغرة في اليمن تمهيدا لتسديد الضربة التي يحضرون لها والتي يعتبرونها “ضربة معلم” حسب تعبيره.
ويقول: من الصعب تقديم علي محسن بديلا، ما لم تكن هذه المحافظات في ايديهم حتى في حال بقاء هادي سيكونون الحاكم الفعلي فمن يسيطر على الارض هو الاقوى وهو الذي يمرر قرارته.
حلم الخلافة
ويشير الناشط مبارك الحبيلي خلال حديثه لـ”يمن الغد” الى انه من الطبيعي ان تقوم تركيا بحملة تبرعات في الجوامع لأجل الاخوان باليمن فتركيا تديرها استخبارات غربية قوية ولذلك هي تقوم بجمع التبرعات من اجل أعضائها في اليمن فهي كانت ابان أحداث ٢٠١١ترى ان اليمن صار بين يديها وقطر ومصر وسوريا في حال انتهائها من الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك تونس وليبيا كل هذه الدول كانت قريبة من السقوط في يديها فهي تحاول الان بكل قوة لسيطرة على اليمن لتستعيد حلمها المزعوم (الخلافة) ولتكن البداية من اليمن ففيه حاضنة كبيرة للجماعة الدينية المتطرفة بعكس مصر وسوريا وتونس وليبيا خاصة مع تفكك المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الذي يمتلك شعبية كبيرة.
ويضيف: لو نظرنا لأغلب المناصب في مارب و الجوف و تعز سوف نجد انه مصادق عليها من قبل الجنرال علي محسن وليست قرارات جمهورية وهذا دليل على ازاحة هادي وجعله كالخليفة الفاطمي (الطفل ) الذي تحكم قوى النفوذ باسمه- حسب تعبيره.
وحمل الحبيلي الشرعية والاحزاب الوطنية مسؤولية الكارثة الاخوانية القادمة لتساهلهم الكبير مع جماعة الاخوان الارهابية .
كارثة عابرة للحدود
وفي وقت يواصل الاخوان الاستحواذ على المؤسسات وتكديس السلاح بدعم من تركيا وقطر.. يعتبر المفكر والمحلل السياسي المصري سامح عسكر في تصريح لـ”يمن الغد” كارثة الاخوان المرتقبة باليمن اكبر بكثير من كارثة الحوثية.
ويذكر عسكر بان تنظيم الاخوان دولي عابر للحدود بأفكار متشددة هدامة بعكس حركة الحوثي التي لن يصل فكرها المحافظات الجنوبية باليمن داخل حدود الدولة نفسها.
عضة الفأر
في المحافظات التي يسيطر عليها الاخوان يعتمدون استراتيجية عضة الفأر التي لا يشعر بها الضحية ، انه تكتيك اخواني بمخدر سياسي، فهم –وفقا للحبيلي- يتركون اية مسؤول لاينتمي لحزبهم في مؤسسات الدولة ويضعون بجواره نائبا منهم ويقومون بدعم النائب وتشجيع المدير في نفس الوقت، حتى انهم يدعموا المدير ماديا ومعنويا فيظن انهم ملائكة بجانبه وعندما يشعرون انه مرتاح منهم يبدئون بتقديم له اوراق تعيينات في المؤسسة الذي هم فيه ويظن المسؤول انهم اعطوه ملكا وهو لا يعلم انه دقوا أخر مسمار في نعشه حتى اذا سيطرو على جميع المناصب من حوله قدموا له مطالب يصعب تنفيذها تتضمن في الغالب شفط الامكانيات لصالحهم، فيبدئون بإطلاق حملتهم الاعلامية ويضخمون اية مخالفة ارتكبها ويصورونه على انه فاسد بامتياز ويبدئون بنصب الخيام او تنفيذ مسيرات تطالب بإقالته فيتم الاستجابة لهم بإقالته وتعين نائبه او اي شخص أخر يتم ترشيحه ويصادق عليه الجنرال المحسوب على الجماعة علي محسن وبهذا تكون الطبخة الاخوانية قد اكتملت حسب تعبيره.
المصدر : يمن الغد